للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث الكسوف: "بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ" كذا للقاضي وابن عتاب، ولغيرهما: "ظَهْرَانَيِ" (١)، قال الباجي: وهو المعروف (٢). وقال الأصمعي وغيره: يقال: بين ظهرانيهم وظهريهم، ومعناه: بينهم وبين أظهرهم. وقال غيره: العرب تضع الاثنين موضع الجميع.

قوله: "قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ" (٣) أي: أهلكتموه بمدحكم، كمن قطع نخاعه وقصم ظهره.

قوله: "جَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ" (٤) أي: من وراء ظهورنا.

قوله: "لَا يَزَالُ مِنَ اللهِ مَعَكَ ظَهِيرٌ" (٥) أي: معين، والمظاهرة: المعاونة.

قوله في البخاري: "فَظَهَرَ هَؤُلَاءِ الذِينَ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهْدٌ، فَقَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكوعِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ" (٦) كذا في جميع النسخ، ومعناه هاهنا: غلب، ولا وجه له أقرب من هذا، والأشبه أن يكون مغيرًا من: فغدر، أو: فجر، وهو أصح في المعنى، كما قال في الحديث الآخر: "غَدَرُوا بِهِمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا" (٧).


(١) "الموطأ" ١/ ١٨٧ من حديث عائشة.
(٢) "المنتقى شرح الموطأ" لأبي الوليد الباجي ١/ ٣٠٦.
(٣) البخاري (٢٦٦٣، ٦٠٦٠)، مسلم (٣٠٠١) من حديث أبي موسى الأشعري.
(٤) البخاري قبل حديث (١٦٥٣)، مسلم (١٢١٥/ ١٤٢) من حديث جابر.
(٥) مسلم (٢٥٥٨) من حديث أبي هريرة، وفيه: "لَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ".
(٦) البخاري (٤٠٩٦) من حديث أنس.
(٧) البخاري (٣٠٦٤، ٤٠٩٠) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>