للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيحة على معنى المراغمة للشيطان، أي: إني وإن لم أتمها على ما توسوس به يا شيطان، فإن ذلك محمول عني ولا أبالي بك. وهذا إنما يجوز له عند العلماء المحققين إذا طرأ عليك الشك بعد التمام، فأما في نفس الصلاة فليلقِ الشك ويبني على اليقين (١).

وقوله: "فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ" (٢)، و"أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ" (٣)، "مَا" زائدة، والمعنى: أيكم أمر، وأيكم صلى.

وقوله في البيت المعمور: "ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ" (٤)، مذكور في الهمزة.

قوله: "كَانَ الرَّجُلُ يُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا" (٥) أي: ما يتم إسلامه ويداخل قلبه حتى يستبصر (٦) فيه لله، و"حَتَّى" هاهنا بمعنا: (إلا)، لا بمعنى الغاية.

قوله: "مَا السُّرى يَا جَابِرُ؟ " (٧)، " مَا " استفهامية، أي: أي شيء أسرى بك وأوجب سراك.

وقوله في باب لعن الشارب: " لَا تَلْعَنْهُ، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أنَّهُ يُحِبُّ الله


(١) "المشارق " ١/ ٣٧١.
(٢) البخاري (٧٠٢، ٦١١٠) من حديث أبي مسعود.
(٣) البخاري (٣٧٠٠) عن عمر بن الخطاب، وفيه: "وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُّمْ مَا أُمِّرَ".
(٤) البخاري (٣٧٠٢)، مسلم (١٦٤) من حديث أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة، وفيه: "إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ".
(٥) مسلم (٢٣١٢/ ٥٨) عن أنس.
(٦) في (د): (يصير).
(٧) البخاري (٣٦١) من حديث جابر.

<<  <  ج: ص:  >  >>