للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "تَنْطُفُ نَوسَاتُهَا" (١) (أي: ذوائبها) (٢) أي: تقطر.

وقوله: "يَشْتَدُّ عَلَيَّ المِنْطَقُ" (٣) هو (٤) النطاق، وهو أن تشد المرأة وَسْطها على ثوبها حزامًا، ثم ترسل الأعلى على الأسفل.

وقيل: إن هذا هو النطاق، فإن المنطق هو الشيء الذي تشد به وسطها.

وقال سحنون: المنطق الإزار تشده على وسطها، واختلف لم سميت أسماء: "ذَاتَ النّطَاقَيْنِ"، فأشهرها أن أحدهما هو نطاق المرأة المعروف، والآخر الذي كانت ترفع به طعام رسول - صلى الله عليه وسلم - وزاده كما وقع في كتاب مسلم (٥)، وزاده تفسيرًا في البخاري أنها شقت نطاقها حين صنعت سفرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة فشدته بنصفه وانتطقت بالآخر (٦). وقيل: بل لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "قَدْ أَعْطَاكِ (اللهُ بِهِمَا) (٧) نِطَاقَيْنِ في الجَنَّةِ" (٨). وقيل: بل لأنها


(١) البخاري (٤١٠٨) من حديث ابن عمر يلفظ: "وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ". قال البخاري: "قَالَ مَحْمُودٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: وَنَوْسَاتُهَا".
(٢) ساقطة من (س).
(٣) في "المشارق" ٢/ ١١: (يشد على النطق). ولم أقف على أي من اللفظين إلا ما في "الموطأ" ١/ ١٤٢ عن عروة بن الزبير أن امرأة استفتته فقالت: "إِنَّ الْمِنْطَقَ يَشُقُّ عَلَيَّ". فهو قريب من لفظ المصنف.
(٤) ساقطة من (س).
(٥) مسلم (٢٥٤٥) من حديثها.
(٦) البخاري (٢٩٧٩، ٣٩٠٧) من حديثها.
(٧) ساقطة من (س).
(٨) قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٤/ ٣٤٥، والمزي في "تهذيب الكمال" ٢٥/ ١٢٤، والحافظ في "الإصابه" ٤/ ٢٣٠: قال الزبير في هذا الخبر - يعني خبر تسميتها بذلك - إن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "أَبْدَلَكِ اللهُ بِنِطَاقِكِ هذا نِطَاقَيْنِ في الجَنَّةِ". ورواه بإسناده عن الزبير بن بكار ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٠/ ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>