للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند الطَّبَرِي والْبَاجِي (١): "قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا" (٢) من البغي وهو أصح، وكذا جاء في غير هذِه الرواية في الصحيحين، ومعنى: "أَبَوْا عَلَيْنَا": امتنعوا من قبول ما دعوناهم إليه من الإِسلام والهدى، وأبوا إلَّا عداوةً لنا وتحزُّبًا علينا.

في حديث عبد اللهِ بْنِ أُبَيّ: "فَلَمَّا أَبَى اللهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جِئْتَ بِهِ" (٣) كذا لكافة الرواة (٤) وعند الأصيلي: "فَلَمَّا أَتَى اللهُ بِالْحَقِّ" بإسقاط: "ذَلِكَ" من الكلام، وكلاهما له وجه؛ فمعنى الأول: أبى الله تقديمه وأمضى ذلك له بما قضاه من إسلام قومه وبعث نبيه، يدلُّ على ذلك قولهم: "فَلَمَّا رَدَّ اللهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاك (٥) " (٦) وهو معنى "أَتَى" في الرواية الثانية.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُرْسلَ إلى أَبِي بَكْرٍ أَوْ آتِيَهُ فَأَعْهَدَ إليه" كذا لَأِبِي ذرٍ (٧)، وعند بعض رواته عنه: "إلى أَبِي بَكْرٍ وَآتِيَهُ" من غير شكٍّ، والصواب: "أَوْآتِيَهُ" إن صحت الرواية بالتاء، وعند الأصيلي والقابسي


(١) هو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث، أبو الوليد التجيبي، الأندلسي القرطبي، الباجي الذهبي، الإمام العلامة، الحافظ ذو الفنون، صاحب التصانيف، توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة. انظر ترجمته في: "ترتيب المدارك" ٤/ ٨٠٢، "الصلة" ١/ ٢٠٠، "وفيات الأعيان" ٢/ ٤٠٨، "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٥٣٥ (٢٧٤).
(٢) البخاري (٢٨٣٧)، مسلم (١٨٠٣).
(٣) البخاري (٤٥٦٦) وفيه: "أَعْطَاكَ اللهُ" بدل: "جِئْتَ بِهِ" من حديث أسامة.
(٤) أشار بهامش (س): أن في نسخة: (للكافة)، وهو ما في (ظ).
(٥) في (س): (أعطاني).
(٦) البخاري (٦٢٠٧)، مسلم (١٧٩٨) من حديث أسامة.
(٧) ساقطة من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>