للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضبع على غير قياس تحقيرًا (١) له، وهو أشبه بسياق الكلام؛ لقوله: "وَيَدَعَ أَسَدًا" قال أبو مروان ابن سراج: ولكنه لا يحتمله قياس اللسان؛ (لأن تصغير) (٢) ضَبْع ضُبَيْع، والأول أصح.

وقوله: "وإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ أَجْرًا" (٣) كذا للمروزي، وعند الجُرجاني: "أَصَبْتَ (٤) خَيرًا" (٥) والأول الصواب.

وقوله: "وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ" (٦) كذا للكافة عن مسلم، وعند ابن الحذاء: "الصّيَامُ ضِيَاءٌ" قيل: هما بمعنى، والصبر هو الصوم. وقال القاضي أبو الفضل: وقد يكون الصبر على ظاهره، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠] (٧).

وَقول عمر في "الموطأ" - رضي الله عنه -: "اصْبُبْ عَلَى رَأْسِي" (٨) على الأمر، ويروى: "آصُبُّ؟ " على السؤال، وبالوجهين ضبطناه، وعلى الاستفتاء كان عند ابن وضَّاح، وهو أظهر؛ لقول الآخر (٩): "أَتُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَهَا بِي؟ " فدل أنه لم يأمره.

...


(١) في (س): (تصغيرا).
(٢) ساقطة من (س).
(٣) البخاري (٧٤٨٨) من حديث البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
(٤) كذا في (د)، وفي (س، م) و"المشارق" ٢/ ٣٩: (أَصبَحْتَ).
(٥) وهي عند مسلم (١٧١٠/ ٥٨) من حديث البراء بلفظ: "وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيْرًا".
(٦) مسلم (٢٢٣) من حديث أَبِي مَالِكِ الأَشْعَرِيِّ.
(٧) "المشارق" ٢/ ٣٩.
(٨) "الموطأ"١/ ٣٢٣.
(٩) يعني: يعلى بن منية كما في الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>