للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"جَنَّةُ عَدْنٍ" (١) أي: دار إقامة وبقاء، والعدن: الثبوت والإقامة، ومنه المعدن لثبوت ما فيه. وقيل: لإقامة الناس عليه لاستخراجه.

"عَدَا حَمْزَةُ عَلَى شَارِفَيَّ" (٢) أي: ظلمني، والعدوان تجاوز الحدّ في الظلم، ومنه: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} [البقرة: ١٧٣]، أي: غير متجاوز حدود الله له في ذلك.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا عَدْوى" (٣) يحتمل النهي عن قول ذلك واعتقاده، ويحتمل النفي لحقيقته كما قال: "لَا يُعْدِي شَئءٌ شَيْئًا" (٤)، أو، (٥) قوله: "فَمَنْ أَعْدى الأوَّلَ؟ " (٦) وكلاهما مفهوم من الشرع، والعدوى: ما كانت الجاهلية تعتقده من تعدي داء (٧) ذي الداء إلى من يجاوره (ويلاصقه ممن ليس به ذلك الداء، فنفاه النبي -صلى الله عليه وسلم- ونهى عن اعتقاده.


(١) البخاري (٤٦٧٤، ٧٠٤٧) من حديث سمرة بن جندب، و (٤٨٧٨، ٧٤٤٤)، ومسلم (١٨٠) من حديث أبي موسى الأشعري.
(٢) البخاري (٣٠٩١، ٤٠٠٣)، ومسلم (١٩٧٩) من حديث علي بلفظ: "عَدَا حَمْزَة عَلَى نَاقتَيَّ".
(٣) "الموطأ" ٢/ ٩٤٦ من حديث ابن عطية. والبخاري (٢٠٩٩)، ومسلم (٢٢٢٥) من حديث ابن عمر، والبخاري (٥٧٠٧)، ومسلم (٢٢٢٠، ٢٢٢١) من حديث أبي هريرة. ومسلم (٢٢٢٢) من حديث جابر. ومسلم (٢٢٢٤) من حديث أنس.
(٤) رواه الترمذي (٢١٤٣)، وأحمد ١/ ٤٤٠، وأبو يعلى ٩/ ١١٢ (٥١٨٢) من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال: حدثنا صاحب لنا عن ابن مسعود. والطبراني في "الأوسط" ٧/ ٣٣ (٦٧٦٦) من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة. صححه الألباني في "الصحيحة" (١١٥٢).
(٥) من "المشارق" ٢/ ٧٠.
(٦) البخاري (٥٧١٧, ٥٧٧٠, ٥٧٧٥)، ومسلم (٢٢٢٠) من حديث أبي هريرة.
(٧) ساقطة من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>