للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهاجروا، ومنه: "إِمَامَةَ الأَعْرَابِيِّ" (١) البدوي، وكل بدويٍّ أعرابيٌّ وإن لم يكن من العرب (٢)، وإن كان يتكلم بالعربية وهو من العجم قلت فيه: عَرَبَانِي.

قوله: "فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاء" (٣) ويروى: "فَعُرِجَ" أي: ارتقي، والمعراج: الدرج. وقيل: سُلَّم تعرج فيه الأرواح. وقيل: هو أحسن شيء لا تتمالك النفس إذا رأته أن تخرج، وإليه يشخص بصر الميت من حسنه، وهو الذي تصعد فيه الأعمال. وقيل في (٤) قوله: {ذِي الْمَعَارِجِ} [المعارج: ٣]، معارج الملائكة. وقيل: ذي الفواصل العالية. و"الْعُرْجُونُ" (٥): عود الكِبَاسَة الذي تتفرع الشماريخ منه، فإذا يبس تقوس.

قوله: "تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ" (٦) يعني: سهر وتقلب في فراشه. وقيل: لا يكون إلاَّ مع كلام يرفع به صوته عند أنتباهه وتمطيه. ويقال: الأنين عند التمطي بأثر الانتباه، وهذا أبين، وهو المعتاد من النائم.

{وَالْمُعْتَرَّ} [الحج: ٣٦]: هو الذي يتعرَّض ولا يسأل، يقال: اعْتَرَّهُ وعَرَّه (٧) واعْتَرَاهُ وعَرَاهُ، وفي خبر أبي ذر - رضي الله عنه -: "مَا لَكَ وَلِإِخْوَتِكَ (٨) مِنْ


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" ٢/ ٢٩ (٦٠٨١): أن أبا مجلز كره إمامة الأعرابي وأن الحسن لم ير بذلك بأسا.
(٢) في (د): (الأعراب).
(٣) البخاري (٣٤٩، ٣٣٤٢)، ومسلم (١٦٣) من حديث أبي ذر.
(٤) من (س).
(٥) مسلم (٣٠٠٨) من حديث جابر بن عبد الله.
(٦) البخاري (١١٥٤) من حديث عبادة بن الصامت.
(٧) ساقطة من (س).
(٨) في نسخنا الخطية: (ولأخوالك) وفي "المشارق" ٢/ ٧٢: (ولإخوانك) والمثبت من "الصحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>