كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار

حرف العين - العين مع الواو - ج: 5 - ص: 54

قوله: "يُعَوِّذُ نَفْسَهُ بِالْمُعَوّذَاتِ" (١) هي: {أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: ١] و {بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: ١] أي: يَرقِي نفسه بقراءتها، ويجعلها لنفسه معاذًا ولَجأً (٢) من الآفات. قال الخطابي: "عَائِذًا باللهِ" (٣) يحتمل أنه به عائذ، أن يكون عائداً بمعنى: معوذ، فاعل بمعنى مفعول، كما قيل: سر كاتم، وماء دافق.

قوله: "ولَا ذَاتُ عَوارٍ" (٤) بفتح العين، وهو العيب في بهيمة، أو ثوب، أو غيرهما، وأما العُوَّار ففي "العين" بضم العين وشد الواو، وهو كثرة قذاها (٥). وأما ذهاب إحداهما (٦) فهو العُوار بالضم وتخفيف الواو، والعَور (٧) أيضًا العيب، وكل معيب أعورُ، والأنثى عوراء، وكذلك الكلمة القبيحة.

و"الْعَارِيَّةَ" (٨) مشددة الياء، وحكي فيها التخفيف، وهو ما يتداوله الناس بينهم (٩) من منافع الأعيان، مشتقة من التعاور الذي هو التداول بغير عوض، وهي من ذوات الواو، وزعم بعضهم أنها من العار، وهو فعل ما يعاب (١٠) به الإنسان.

---

(١) "الموطأ" ٢/ ٩٤٢، البخاري (٤٤٣٩)، مسلم (٢١٩٢) من حديث عائشة.
(٢) في (د): الجاء).
(٣) "الموطأ" ١/ ١٨٧، البخاري (١٠٤٩)، مسلم (٩٠٣) من حديث عائشة.
(٤) "الموطأ" ١/ ٢٥٧، البخاري (١٤٥٥).
(٥) الذي في "العين" ٢/ ٢٣٩: العائر: غمصة تمض العين كأنما فيها قذى وهو الْعُوَّار.
(٦) في (س، م، د): (أحدهما).
(٧) في (س): (العوار).
(٨) "الموطأ" ٢/ ٨٤٠.
(٩) في (س): (منهم).
(١٠) في النسخ الخطية: (تقارب)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ١٠٥ ط. دار التراث.