للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والْمَرْوزِي. وعند الهوزني: "أُخُوَّةُ الإِسلَامِ"، وعند النَّسفي: "خُلَّةُ الإِسْلَامِ" وكذا في باب الهجرة (١).

قال نِفْطَويْه: إذا كانت الأخوة من غير ولادةٍ؛ فهي بمعنى المشابهة.

وأخبرت عن أبي الحسن بن الأخضر النحوي (٢) أنه قال (٣): وجهه أنه نقلت حركة الهمزة إلى النون من "لَكنْ"؛ تشبيهًا بالتقاء الساكنين، فجاء منه الخروج من كسرٍ إلى ضمٍّ؛ فسكنت النون، ومثله: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [الكهف: ٣٨]، المعنى: لكن أنا هو الله ربي، فنقلت حركة الهمزة، ثم سكنت الفتحة، فاجتمع ساكنان؛ فأدغم الأول في الثاني.

وقال أبو عبيد (٤): إنه لما حذفت الألف من (أنا) التقا نونان فأدغمت، ومنه الحديث: "أجَنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ" (٥) أي: من أجل أنك من


(١) البخاري (٣٩٠٤) من حديث أبي سعيد.
(٢) علي بن عبد الرحمن بن مهدي بن عمران أبو الحسن، ابن الأخضر، أخذ عن أبي علي الغساني وغيره، وعنه جماعة منهم القاضي عياض، له "شرح الحماسة" وغيره، وكان من أهل المعرفة باللغة والآداب حافظاً لهما مقدما في معرفتهما وإتقانهما. توفي سنة أربع عشرة وخمسمائة. انظر ترجمته في: "الصلة" ٢/ ٤٢٥، "بغية الوعاة" ٢/ ١٧٤.
(٣) ورد بهامش (س) هنا ما نصه: مطلب: تحقيق نون (لكن) عند الاتصال بالحرف أو الكلمة وأمثاله.
(٤) القاسم بن سلام بن عبد الله، أبو عبيد، الإِمام الحافظ المجتهد ذو الفنون، صاحب "غريب الحديث" وغيره من التصانيف الكثيرة في القراءات والفقه واللغات والشعر، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين. انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" ٤/ ٦٠، "تهذيب الكمال" ٢٣/ ٣٥٤، "تاريخ الإِسلام" ١٦/ ٣٢٠، "مرآة الجنان" ٢/ ٨٣.
(٥) رواه أبو عبيد في "الغريب " ٢/ ٢٠٣ عن عبد الله بن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>