للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"الْكَوْكَبَ الغَارِبَ" (١) أي: البعيد من رأي العين والداني للغروب، ومثله في الرواية الأخرى: "الْعَازِبَ (٢) "، وروي: "الْغَابِرَ" (٣) وقد ذكرناه من قبل.

قوله: "أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ" (٤) على النعت، وبفتح الراء وسكونها؛ قال أبو زيد: فبالفتح إذا رما شيئًا فأصاب غيره، وسكونها إذا أتى السهم من حيث لا يدري. وقال الكسائي والأصمعي: إنما هو: سَهْمُ غَرَبٍ بفتح الراء مضاف: الذي لا يُعرف راميه، فإذا عرف فليس بغرب.

قال أبو عبيد: والمحدثون يسكنون الراء، والفتح أجود. قال ابن سراج: وبالإضافة مع فتح الراء ولا يضاف مع سكونها. ومنه: سهم غرض، بالضاد، وحجر غرض.

قوله: "وتُصْبحُ (٥) غَرْثَى" (٦) الْغَرَثُ: الجوع، استعاره هاهنا لكفها عن الغيبة.

وقول الجنة: "مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وغَرَثُهُمْ؟ " كذا جاء في حديث عبد الرزاق عند كافة الرواة (٧)، هو بمعنى ما تقدمه من ضعفائهم ومحاويجهم.


(١) البخاري (٦٥٥٦) من حديث أبي سعيد الخدري ..
(٢) في النسخ الخطية (العاري) والمثبت من "المشارق" ٢/ ١٣٠.
(٣) البخاري (٣٢٥٦)، مسلم (٢٨٣١/ ١١) من حديث أبي سعيد.
(٤) البخاري (٢٨٠٩).
(٥) تحرفت في (س) إلى: (تهيج).
(٦) البخاري (٤١٤٦)، مسلم (٢٤٨٨) من حديث عائشة، وهو بعض بيت لحسان تمامه:
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنَّ بِرِيبَةٍ تُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
(٧) مسلم (٢٨٤٦/ ٣٦)، وفيه: "وَغِرَّتُهُمْ" بالتاء، وهي رواية الطبري كما قال القاضي في "المشارق" ٢/ ١٣٣، "الإكمال" ٨/ ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>