للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "الْغَرِقُ شَهِيْدٌ" (١)، وقع في البخاري: "الْغَرِيقُ" (٢) بالياء، وكلاهما صحيح؛ يقال لمن غَرِق: غرِقٌ، فإذا مات غرقا فهو غريق. وقال أبو عدنان (٣): يقال لمن غلبه الماء ولما يغرق بعد: غرق، فإذا غرق فهو غريق، ومنه: أدعوك دعاء الغرق (٤)، أي: الذي يخشى الغرق ويتوقعه.

قوله: "اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوْعِ" (٥) أي: أمتلأت عيناه بالدموع ولم تفض.

قوله: "إِلا الغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِهِمْ" (٦) قال الهروي: هي من العضاه.

وقال غيره: هو العوسج. (وقال أبو حنيفة: واحد الغرقد: غرقدة، وهو العوسجة، إذا عظمت صارت غرقدة. وقيل: هو غير العوسج) (٧) وله ثمر أحمر (٨) حلو يؤكل كأنه حب الدعقيق، ورأيت في بعض حواشي كتاب البخاري عن بعض رواته أنه الدفلى (٩)، وليس بشيء، وسمي:


(١) "الموطأ" ١/ ١٣١، البخاري (٢٨٢٩)، مسلم (١٩١٤) من حديث أبي هريرة.
(٢) البخاري (٦٥٣). قلت: وفي مسلم أيضًا (١٩١٥).
(٣) هو الشيخ الجليل، المعمر النبيل، أبو عدنان محمَّد بن أحمد بن الشيخ أبي عمر المطهر بن أبي نزار محمَّد بن علي بن محمَّد بن أحمد ابن بجير الربعي الأصبهاني، شيخ سديد صالح، توفي في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمائة. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٤٥٧ (٢٦٥).
(٤) في (س): (الغريق).
(٥) البخاري (٦٩٣٩).
(٦) مسلم (٢٩٢٢) من حديث أبي هريرة.
(٧) ما بين القوسين من (أ، م).
(٨) في (س): (آخر).
(٩) في النسخ الخطية: (الدقل)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>