للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرواية؛ لأن دخول (إلا) هاهنا بعد النفي لإيجاب بعض ما نفي من الخروج، فكأنه نهي عن الخروج إلاَّ للفرار خاصة، وهو ضد المقصود، والمنهي عنه إنما هو الخروج للفرار خاصة لا لغيره، وجوز ذلك بعضهم، وجعل قوله: "إِلَّا فِرَارًا (١) " حالاً (لا استثناء) (٢) أي: لا تخرجوا إذا لم يكن خروجكم إلاَّ للفرار، فتطابق الروايتان: فلا تخرجوا فرارًا منه، ولا يخرجكم الفرار منه. ووقع للقنازعي ووهب بن مسرة: "فَلَا يُخْرِجُكُمْ الإِفْرِارُ مِنْهُ" وهذا وهم وتغيير؛ لأنه لا يقال (إلا: فرَّ) (٣) لا غير. قلت: يقال: أفره، كذا يُفرِّه، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعدي: "إِنْ كَانَ لَا يُفِرُّكَ مِنْ هذا الدِّينِ إِلَّا كَذَا" (٤) فيكون المعنى: لا (٥) يخرجكم إفراره إياكم.

قوله: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَفْتَرِقَا (٦) " (٧) كذا لأَبِي بَحْر عن العذري في حديث يحيي بن يحيى عن مالك، ولكافة رواة "الموطأ" ومسلم والبخاري: "ما لَمْ يَتَفَرَّقَا" (٨) وكلاهما بمعنًى واحدٍ. واختلف الفقهاء في معني هذا


(١) ساقطة من (س، د، ش).
(٢) في النسخ الخطية: (للاستثناء) والمثبت من "المشارق" ٢/ ١٥٥.
(٣) في (س، أ، ش، م): (أفر).
(٤) رواه الترمذي (٢٩٥٣) من حديث عدي بن حاتم بلفظ: "مَا يُفرُّكَ أَن تَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ".
(٥) ساقطة من (ش، د).
(٦) في (س، أ، ش، م): (يتفرقا) وغير واضحة في (د)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ١٥٥. ط. دار التراث.
(٧) البخاري (٢١٠٨) من حديث حكيم بن حزام.
(٨) "الموطأ" ٢/ ٦٧١، والبخاري (٢٠١٩)، ومسلم (١٥٣١) من حديث ابن عمر. والبخاري (٢٠٧٩، ٢٠٨٢، ٢١٠٧، ٢١١٠، ٢١١٤)، ومسلم (١٥٣٢) من حديث حكيم بن حزام.

<<  <  ج: ص:  >  >>