للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المغازي من مسلم:

"وَقِدْرُ (١) القَوْمِ حَامِيَةٌ تَفُورُ" (٢)

أي: تغلي وتنتشر حرارتها وبخارها، يريد قتل حلفائهم، يعني: الأوس ولم يفعلوا فعل الخزرج في طلبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى استحياهم وتركهم.

قوله: "مَفَازَةٌ" (٣) و"مَفَاوِزَ" (٤) يعني: فلاة سميت بذلك على طريق التفاؤل. وقيل: لأن من قطعها فاز ونجا. وقيل: لأنها تُهلِك سالكَها، يقال: فَوَز الرجل إذا هلك.

قوله: "فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي" (٥) أي: صرف أمره إِلَى وتبرأ من نفسه لي، وشركة المفاوضة: اختلاط كأن كل واحد تبرأ إِلى الآخر من ماله.

قوله: "كَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: تَأْخُذُ فَوْقَ يَدِهِ" (٦) معناه: تنهاه وتكفه حتى كأنه تُحبس يده، وكذا جاء مبينًا في مسلم: "فَلْيَنْهَهُ" (٧).

قوله: "أَمَّا أَنَا فَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا" (٨) أي: أقرأ شيئًا بعد شيء ولا أقرؤه


(١) في (د): (وقدور).
(٢) مسلم (١٧٦٩/ ٦٨) من حديث عائشة وهو عجز بيت صدره:
تَرَكْتُمْ قِدْرَكُمْ لَا شَيْءَ فِيهَا
والبيت لجبل بن جوال من قصيدة يبكي فيه بني قريظة والنضير ويجيب حسان بن ثابت. انظر "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ٣١٢.
(٣) مسلم (٢٧٧٧) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٤) مسلم في المقدمة ١/ ١٢ من قول عبد الله بن المبارك.
(٥) مسلم (٣٩٥) من حديث أبي هريرة.
(٦) البخاري (٢٤٤٤) من حديث أنس.
(٧) مسلم (٢٥٨٤) من حديث جابر بن عبد الله.
(٨) البخاري (٤٣٤١، ٤٣٤٢، ٤٣٤٤، ٤٣٤٥) من حديث أبي موسى الأشعري ومعاذ ابن جبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>