للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس مذهب مالك، وكان عند ابن القاسم: "لِقُبُلِ عِدَّتِهِنَّ" قال: فتلك العدة أن يطلق الرجل المرأة في طهر لم يمسها فيه، وصل الكلام ولم يجعله من قول مالك.

قوله: "أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ" (١) أي: ألقى ذلك في نفسه وألهمه له، يقال: أقبل الرجل على الشيء إذا تهمم به، وجعله من باله.

قوله: "وَأَجْعَلُهُ في القَبَضِ" (٢) بفتح الباء، وهو ما يجمع من المغانم، ومنه في الحديث الآخر: "كَانَ سَلْمَانُ عَلَى قَبَضٍ مِنْ قَبَضِ المُهَاجِرِينَ" (٣) وكل ما قُبِضَ من مال فهو قبَض، والمصدر بالسكون.

قوله: "يَقْبِضُ اللهُ الأَرْضَ" (٤)، و"يَقْبِضُ اللهُ السَّمَاءَ" (٥) أي: يجمعها، وذلك - والله أعلم - عند انفطارها، ونسف الجبال، وتبديل الأرض غير الأرض.

قوله في الحديث الآخر: "وَيقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا، وَيَقُولُ: أَنَا المَلِكُ" (٦) تقدم في الهمزة (معنى الأصبع في حق الله وتنزيهه عن الجوارح، فالاسم كناية عن بعض مخلوقاته أو عن نعمة من نعمه، وإذا


(١) البخاري (٨٠٦) من حديث أبي هريرة.
(٢) مسلم (١٧٤٨) من حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ: "أُلْقِيَهُ في القَبَضِ".
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٦/ ٤٢٢ (٣٢٥٦٦).
(٤) البخاري (٤٣١٢) من حديث أبي هريرة.
(٥) لم أقف عليه بهذا اللفظ، والذي في البخاري (٦٥١٩، ٧٣٨٢)، ومسلم (٢٧٨٧) من حديث أبي هريرة: "يَقْبِضُ اللهُ الأرْضَ وَيَطْوِي السَّمَاءَ".
(٦) مسلم (٢٧٨٧) من حديث ابن عمر بلفظ: "فيَقُولُ أَنَا اللهُ - وَيقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَبَبْسُطُهَا - أَنَا المَلِكُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>