للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في بعض أحاديث الإسراء في غير هذه الكتب: "سِكِّينَةٌ" (١) بهاءٍ. قال الهروي: أكثر العرب لا يعرفون الهاء فيها (٢).

قوله (٣): "فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ" (٤) هو افتعل من السكون، أي: خضع وسكن، ويقال: استكن وأسكن وتمسكن أيضًا، كما قالوا: ينباع في ينبع، والمسكين: مفعيل منه؛ لضعفه وسكونه وخضوعه.

قوله في حديث الغار: "فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا (٥) " (٦) ضبطه الأصيلي بتخفيف النون، وضبطه غيره بشدها، والمعنى واحد، يقال: استكان وأسكن إلَّا أنه يلزم أن تزاد ياء في رواية الأصيلي، ولم يذكرها القاضي، والمعنى: يضعفان لعدم شربتهما (٧).


(١) في "مسند أحمد" ٤/ ١٨٤، والدارمي ١/ ١٦٣ (١٣) من حديث عتبة بن عبد السلمي، وفيه حكايته عن الملك: قَالَ: "ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ، فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي ثُمَّ قَالَ: ائْتِيي بِالسَّكِينَةِ، فَذَارَّهَا في قَلْبِي".
(٢) "الغريبين" ٣/ ٩١٤. وقال العسكري في "تصحيفات المحدثين" ص ٣٣٧: فرواه بعضهم (ايتني بالسِّكِّينة) بكسر السين على أنها مؤنث لـ (سِكِّين) وإنما هي (السَّكِنَية) بفتح السين والكاف غير مشددة، ولما رأى ابن الأنباري بعض المحدثين قد رواه على تأنيثه السكين رأى إقامته عليه ففسره في كتاب "غريب الحديث" على ما رواه المحدث وقال أن السكينة في لغةِ قوم من العرب هي السكين وأن أكثر أهل اللغة لا يعرفون إدخال الهاء فيها وقد روى إدخال الهاء فيها أبو هفان عن التوزي وأنشد
الذئب على سكينته في شدقه ... ثم قرابا نصله في حلقه
وهذا ذهاب عن الصواب.
(٣) ساقطة من (س).
(٤) البخاري (٧١٥٣) ومسلم (٢٦٣٩) من حديث أنس.
(٥) تحرفت في (س، أ، د) إلى: (لشرِّ بينهما).
(٦) البخاري (٣٤٦٥) من حديث ابن عمر.
(٧) تحرفت في (س، أ) إلى: (شرِّ بينهما).

<<  <  ج: ص:  >  >>