للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الهروي: والكوم والكومة: موضع مشرف (١). وسيأتي في حرف الكاف إن شاء الله.

قوله: "عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ" (٢) بكسر الهمزة، وهو كالبرذعة، ويقال: وِكَاف، بالواو أيضًا.

قول أبي جهل: "لَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي" (٣) هو الحَرَّاثُ، والجمع: أَكَرَة وأكّارُون، يقال: أكثرت الأرض إذا شققتها للحراثة، وأكرت النهر: حفرته، والأُكْرة بضم الهمزة وإسكان الكاف: الحفرة تحفر إلى جانب الغدير؛ ليصفو فيها الماء، وإنما أراد بقوله هذا الأَنْصَار، ينتقصهم بذلك؛ لشغلهم بعمارة الأرض والنخل، أي: لو قتلني رجلٌ من قريش أو من غير هؤلاء الحرّاثين لكان لي عزاء، وفي بعض روايات مسلم: "لَوْ غَيْرُكَ كَانَ قَتَلَنِي" يقوله لعبد الله بن مسعود احتقارًا له؛ لكونه حليفًا عندهم ضعيفًا فيهم، كذا تقيد من رواية بعض شيوخنا عن ابن الحَذَّاء، وكلاهما له وجه، وقد يحتمل أن تكون إحدى الروايتين تصحيفًا من الأخرى.

وقع في كتاب مسلم: "إِنْ طَلَبْتَ الإِمَارَةَ اُكِلْتَ إِلَيْهَا" (٤) أبدل من الواو همزة، كما يقال: وُقيت وأقيت، وفي أكثر الروايات: "وُكِلْتَ" (٥) بالواو غير مهموز، وهو أحسن.


(١) "الغريبين" ٥/ ١٦٥٥.
(٢) البخاري (٢٩٨٧، ٥٦٦٣، ٥٩٦٤، ٦٢٥٤)، مسلم (١٧٩٨) عن أسامة بن زيد.
(٣) البخاري (٤٠٢٠)، مسلم (١٨٠٠) عن أبي مجلز مرسلًا.
(٤) مسلم (١٦٥٢/ ١٣) بعد حديث (١٨٢٣) عن عبد الرحمن بن سمرة.
(٥) البخاري (٦٦٢٢، ٦٧٢٢، ٧١٤٦، ٧١٤٧)، مسلم (١٦٥٢/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>