للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وَيَفْشُوَ فِيهِمُ (١) السِّمَنُ" (٢) السَّمَانَةُ والسِّمَنُ: كثرة اللحم، أي أنه الغالب عليهم، وإن كان فيهم غير سمين فقليل، ألا تراه قال في رواية: "يَكْثُرُ" وأيضًا فإن هؤلاء يستحسنونه ويكتسبونه خلاف من هو فيه خلقة كما قال: "وَيُحِبُّونَ (٣) السَّمَانَةَ" (٤) لأنه من كثرة الأكل، وليست بصفات الكرماء من الرجال.

قوله: "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ" (٥) أي: من عمل عملًا مراءاة للناس ليشتهر بذلك ويعظم شهّره الله يوم القيامة. وقيل: معناه (٦): من أذاع على مسلم عيبًا (٧) وسمعه عليه أظهر الله عيوبه. وقيل: "سَمَّعَ اللهُ (٨) بِهِ": أسمعه المكروه.

قوله: "إِذَا أَرَادَ سَفَرًا وَأَسْحَرَ، يَقُولُ: سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ" (٩) أي: بَلَّغَ سامع قولي لغيره. وقال غيرُه: ودعا به تنبيهًا على الذكر في السحر والدعاء حينئذ، وضبطه الخطابي: "سمِعَ سَامِعٌ" قال: معناه: ليسمع سامع. أي: ليشهد شاهد بحمد ربنا على نعمته.


(١) في (س): (فيها).
(٢) البخاري (٢٦٥١) ومسلم (٢٥٣٥) من حديث عمران بن حصين، وفيهما: "وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ".
(٣) في النسخ الخطية: (يخترن)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٢٢٠.
(٤) مسلم (٢٥٣٤) من حديث أبي هريرة.
(٥) البخاري (٦٤٩٩) ومسلم (٢٩٨٧) من حديث جندب العلقي.
(٦) ساقطة من (س).
(٧) ساقطة من (س).
(٨) من (د).
(٩) مسلم (٢٧١٨) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>