للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"السِّمْسَارُ" (١) الدلال، وأصله: القيم بالأمر الحافظ اله، ثم استعمل في متولي البيوع والشراء لغيره.

قولها: "وَهِيَ التِي كَانَتْ تُسَامِينِي" (٢) أي: تضاهيني وتطاولني وتنازعني المنزلة السامية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو من السمو، يقال: فلان يسمو إلى المعالي، أي: يرتفع إليها ويتطاول نحوها، ورأيت بعضهم فسره من سوم الخسف، وهو تكليف الإنسان وإلزامه ما يشق عليه، وكأنه ذهب إلى أن معناه: تؤذيني وتغيظني، ولا يصح على هذا أن يقال في المفاعلة: سامني (٣)، إنما يقال فيه (٤): ساوم.

قوله: "بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ" (٥) أي: بذكر اسمك، ويحتمل (٦) أن (٧) يريد: بك أحيا، أي: بك حياتي وبك مماتي.

قوله: "سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ" (٨) أي علامتهم، والسيما مقصور وممدود، والسماء ممدود لا غير، ووجدت بخط القاضي أبي عبد الله محمد بن الحاج شيخنا رحمه الله (٩)، عن شيخه أبي مروان: "سوْمَى" وهو كله من


(١) البخاري (٢٢٧٤) ومسلم (١٥٢١) عن ابن عباس.
(٢) البخاري (٢٦٦١) ومسلم (٢٤٤٢) عن عائشة.
(٣) في النسخ الخطية: (ساميني) والمثبث من "المشارق" ٢/ ٢٢١.
(٤) ساقطة من (د).
(٥) مسلم (٢٧١١) من حديث البراء.
(٦) تحرفت في (س) إلى: (بحقك).
(٧) زاد هنا في (س): (يكون) ولا معنىً لها.
(٨) البخاري (٧٥٦٢) من حديث أبي موسى.
(٩) هو شيخ الأندلس ومفتيها، وقاضي الجماعة، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن لب التجيبي القرطبي، المالكي ابن الحاج، كان من جلة العلماء، معدودًا في المحدثين والأدباء، بصيرًا في الفنون، توفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة. انظر ترجمته في: "الصلة" ٢/ ٥٨٠، "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٦١٤ (٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>