للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وقَدِمَ (١) عَلِيٌّ مِنْ سِعَايَتِهِ" (٢) يعني: ولايته على اليمن، لا من سعاية الصدقة؛ فإنه ممن لا يصح أن يكون عاملاً عليها.

قوله: "وَبَبْعَثُ سُعَاتَهُ" (٣) يعني: عماله على الصدقات.

قوله (٤): "وَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ" (٥) أي: تجرون، والسعي بين الصفا والمروة هو الاشتداد، وقد يسمى (الطواف بالبيت: سعيًا؛ لأنه قد يسمى) (٦) المشي والمضي: سعيًا، قال (٧) تعالى: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} [البقرة: ٢٦٠] قال بعضهم: والسعي إذا كان بمعنى الجري والمضي تعدى بـ (إلى)، وإذا كان بمعنى العمل تعدى باللام، قال الله تعالى: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} [الإسراء: ١٩]، وبه لمحسر مالك قوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: ٩] أنه السعي على الأقدام، وليس بمعنى الاشتداد (٨)، و (إلى) تأتي بمعنى اللام.

قوله: "وَإِلَّا اسْتُسْعِيَ العَبْدُ فِيمَا عَلَيْهِ" (٩) التاء مضمومة، أي: كُلِّفَ


(١) في (س): (وقد تقدم).
(٢) البخاري (٤٣٥٢)، ومسلم (١٢١٦) من حديث جابر.
(٣) روى البزار في "البحر الزخار" ٢/ ٢٤٦ (٦٤٨) عن ابن الحنفية قال: أرسلني أبي بصحيفة إلى عثمان فيها فرائض فقال: هذه فرائض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يبعث عليها السعاة فقال: لا حاجة لنا فيها.
(٤) مكانها بياض في (س).
(٥) "الموطأ) ١/ ٦٨، والبخاري (٩٠٨)، ومسلم (٦٠٢) من حديث أبي هريرة.
(٦) ساقطة من (س).
(٧) مكررة في (س).
(٨) "الموطأ" ١/ ١٠٦.
(٩) البخاري (٢٤٩٢) ومسلم (١٥٠٣) من حديث أبي هريرة، ولفظه: "ثُمَّ اسْتُسْعِيَ غير مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>