للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهِ" (١) مكان: "إلى يَدهِ" وهو أبين. قلت: بل يجوز أن تكون "إلى" على بابها، أي: أمر برفع الإناء من الأرض إلى أن يتناوله بيده؛ لأنه كان راكبًا يومئذٍ.

وقوله في رواية يحيى بن يحيى: "هذا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ" (٢) وسقط: "إلى" عند القعنبي (٣) وهو أبين (٤). وقد تخرج رواية يحيى على أن تكون: "إلى" متعلقة بـ "مقعدك أي: هذا مستقرك إلى يوم القيامة حتى يبعثك الله. ويجوز أن يكون تقدير الكلام: حتى يبعثك الله إلى محشر يوم القيامة، ثم حذف المضاف، وعند ابن القاسم (٥): "إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ" (٦) وهو بين أيضًا، والهاء ترجع إلى المقعد، ويجوز أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} [الأنعام: ٦٠].


(١) اليونينية ٣/ ٣٤.
(٢) "الموطأ" ١/ ٢٣٩.
(٣) عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي أبو عبد الرحمن، أحد الأعلام، وأحد رواة "الموطأ"، قال أبو حاتم: ثقة حجة لم أر أخشع منه، وقال أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" ١٦/ ١٣٦، "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٢٥٧.
(٤) وهي ما في البخاري (١٣٧٩).
(٥) عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة أبو عبد الله العتقي المصري صاحب مالك، من كبراء المصريين وفقهائهم، أول من حمل "الموطأ" إلى مصر، روى عن مالك الحديث والمسائل، قال النسائي: ثقة مأمون أحد الفقهاء، مات سنة إحدى وتسعين ومائة. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" ١٧/ ٣٤٤، "سير أعلام النبلاء" ٩/ ١٢١.
(٦) وهو ما عند مسلم أيضًا (٢٨٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>