للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث الدجال: "خُذُوهُ فَاشْبَحُوهُ" (١) أي: مدوه للضرب، قَالَ الهروي: والشبح: مدك الشيء بين أوتاد، وكذلك المضروب يمد للجلد (٢) وفي رِوايَة السمرقندي وابن مَاهَان: "فَشُجُّوهُ" أي: اجرحوه، وهو وهم.

"الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ" (٣) أي: المتكثر بأكثر مما عنده أو بما ليس عنده، وقد تقدم في الثاء والزاء (٤)، ومثله: "هَلْ لِي أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ " (٥) وكله من إظهار الشبع وهو جيعان.

قوله: "أَلْزَمُهُ لِشِبَعِ بَطْنِي" (٦) باللام والباء، أي: ليشبعه، كما قال: "لِمِلْئ بَطْنِي" (٧)، ومثله: "إِنَّ مُوسَى عليه السلام آَجَّرَ نَفْسَهُ بِشِبْعِ بَطْنِهِ" (٨)


والبيهقي ٧/ ٤٤٠ من حديث أم حكيم بنت أسيد عن أمها. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (٣٩٥).
(١) مسلم (٢٩٣٨/ ١١٣) من حديث أبي سعيد الخدري، وفيه: "فِيِأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ. فَيَقُولُ: خُذُوهُ وَشجُّوهُ".
(٢) "الغريبين" ٣/ ٩٦٧.
(٣) البخاري (٥٢١٩)، ومسلم (٢١٣٠) من حديث أسماء. ومسلم (٢١٢٩) من حديث عائشة.
(٤) في (د): (الواو).
(٥) مسلم (٢١٣٠) من حديث أسماء بلفظ: "فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ ".
(٦) البخاري (٥٤٣٢) من حديث أبي هريرة.
(٧) البخاري (٢٠٤٧، ٢٣٥٠، ٧٣٥٤)، ومسلم (٢٤٩٢) من حديث أبي هريرة بلفظ: "عَلَى مِلْءِ بَطْنِي".
(٨) لم أقف عليه، لكن قال الحافظ في ترجمة عتبة بن حصن من "الإصابة" ٢/ ٤٥٣: ذكر حديثه البخاري في "تاريخه" من طريق ابن المبارك عن سعيد بن يزيد عن الحارث بن

<<  <  ج: ص:  >  >>