للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- بتشديد الياء - أَوْ: إِلَّا خِلَافي" وله وجه، أي: ما سبب قصدك إليَّ بالمعارضة لي؟ ثم شك الراوي فقال: "أَوْ إِلَّا خِلَافي أي: ما أردت إلى. أو: ما أردت إلاَّ خلافي.

وفي التيمم: "فَقَالُوا: أَلَا تَرى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ " (١) كذا لجميعهم، وعند الحموي والمستملي: "فَقَالُوا: لا تَرى" على حذف ألف الاستفهام، وذلك جائز في الموضع الذي لا يشكل، أو يكون الناسخ نقص ألف الجميع التي بعد الواو من: "قالوا" من الخط، فيكون: "ألا" مثل ما لجميع الرواة، وهو الصواب.

وقوله في صدر كتاب مسلم: "مَا قَضَى بهذا عَلِيٌّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ ضَلَّ" (٢) يصح أن تكون "إِلَّا" على بابها، ويكون "ضَلَّ" بمعنى: نسي ووهم. أو تكون على ظاهرها من الضلال، والمعنى: وهو ممن لم يضل، وممن لا يوصف بذلك ولا يظن به، على طريق الإنكار لتلك القضايا، واعتقاد التكذُّب عليه فيها، أي: إن هذا لا يفعله إلاَّ من ضل، وعليٌّ لم يضل.

وفي حديث أضياف أبي بكر - رضي الله عنه -: "أَلَا تَقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ؟ " (٣) بالتخفيف عند أكثر الرواة، على العرض، وعند أبي محمد بن أبي جعفر: "أَلَّا" بالتشديد، على اللوم والحض، أو يكون المعنى: ما منعكم منه وأحوجكم إلى أن لا تقبلوه؟ ومثله قوله تعالى: {مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: ٣٢] قيل: معناه: ما منعك أن تكون مع الساجدين؟ و"لا"


(١) "الموطأ" ١/ ٥٣، البخاري (٣٣٤)، مسلم (٣٦٧) من حديث عائشة.
(٢) مقدمة "صحيح مسلم" ص١٠ عن ابن عباس.
(٣) مسلم (٢٠٥٧/ ١٧٧) من حديث الرحمن بن أبي بكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>