للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عتاب (١) وابن حمدين (٢) بفتح الهمزة وشد الياء قال ثعلب: يقال ذلك في كل ما كثف والتفَّ. وقال غيره: إذا كان الكساء ذا علمين فهو الخميصة، فإن لم يكن له علم فهو الإنبجانِيَّة.

وهذا لا يلزم، وإنما الخميصة كساء رقيق مأخوذ من الخمص، وهو ضمور البطن.

وقوله في الحديث: "لَهَا عَلَمٌ" (٣) يدل على أن من جنس الخمائص ما لا علم له، فكيف بعلمين؟ وقال الدَّاوُدِيُّ (٤): هو كساء غليظ بين الكساء والعباء. قال ابن قتيبة: إنما هو مَنْبَجانِيٌ، منسوب إلى منبج بكسر الباء؛ وإنما فتحت باؤه في النسب؛ أخرج مخرج: منظرانيٌ ومخبرانيٌ، ولا يقال: أَنْبَجَانِيٌ (٥). قالوا: وهي أكسية تصنع بحلب فتُحمل إلى منبج،


انظر ترجمته في: "الصلة" ٢/ ٣٤٨، "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٤١٥.
(١) محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين، أبو عبد الله التغلبي الأندلسي المالكي، قاضي الجماعة بقرطبة، ولي القضاء بقرطبة. وتولاه بسياسة محمودة وسيرة نبيهة، روى عنه القاضي عياض وعظمه، وقال: توفي سنة ثمان وخمسمائة. انظر ترجمته في: "الصلة" ٢/ ٥٧٠، "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٤٢٢.
(٢) "الموطأ" ١/ ٩٨ عن عروة بن الزبير.
(٣) "الموطأ" ١/ ٩٧، مسلم (٥٥٦/ ٦٣) من حديث عائشة.
(٤) أحمد بن نصر، أبو جعفر الداودي، الأسدي، المالكي الفقيه، شارح "الصحيح". من أئمة المالكية بالمغرب، والمتسمين في العلم، المجيدين للتأليف، كان بطرابلس، وبها أملى كتابه في شرح "الموطأ" أخذ عنه أبو عبد الله البوني، وعليه تفقه، وأبو بكر ابن الشيخ أبي محمد ابن أبي زيد وأبو علي ابن الوفاء وغيرهم. قال حاتم الطرابلسي: توفي بتلمسان سنة اثنتين وأربعمائة.
انظر ترجمته في: "ترتيب المدارك" ٢/ ٢٢٨، "تاريخ الإسلام" ٢٨/ ٥٦.
(٥) "أدب الكاتب" ص ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>