للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى كيف أو متى وعند السمرقندي والسجزي: "أَنَا ولي".

وفي باب النسك بشاة عن كعب بن عجرة: "أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رآه وأَنَّهُ يَسْقُطُ عَلَى رَأْسِهِ" (١) كذا لهم، ولابن السكن: "رَآهُ ودَوابُّهُ تَسْقُطُ عَلَى رَأْسِهِ" وهو المعروف كما جاء في غير هذا الباب: "وقَمْلُهُ" (٢)، وفي آخر: "وهَوامُّهُ" (٣).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ" (٤) كذا روايتنا فيه عن جميعهم، ومعناه: منعني أو حجبني من رؤيته نور فكيف أراه؟ كما جاء في الحديث الآخر: "رَأَيْتُ نُورًا" (٥)، وفي آخر: "حِجَابُهُ النُّورُ" (٦) فبعضها يفسر بعضًا، ولا يكون النور ها هنا راجعًا إلى الذات ولا إلى صفات الذات، ولا يكون بمعنى هو نور، ولا يفهم منه ما يفهم من الأجسام اللطيفة المنيرة، هذا كله في وصف الباري محال يتنزه عن ذلك، وكذلك لا يجوز أن يعتقد أنه ينفصل منه نور، فكل ذلك من صفات المحدثين، بل هو خالق كل نور، ومنوّر كل ذي نور، كما أن ذاته لا يحجبه شيء، لكنه يحجب أبصار العباد عن رؤيته، كما قال: {إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: ١٥] ثم يكشف الحجاب إذا


(١) البخاري (١٨١٧) وفيه: "عَلَى وَجْهِهِ".
(٢) البخاري (١٨١٨، ٤١٥٩).
(٣) بهذا اللفظ رواه الطبراني ١٩ (٢١٥)، ورواه البخاري (٤١٩١) بلفظ: "فَجَعَلَتِ الهَوَامُّ تَسَّاقَطُ عَلَى وَجْهِي"
(٤) مسلم (١٧٨/ ٢٩١) عن أبي ذر.
(٥) مسلم (١٧٨/ ٢٩٢).
(٦) مسلم (١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>