للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول عمر بن الحكم (١): "فَأَسِفْتُ عَلَيْهَا" (٢) أي: غضبت. وقول النبي


(١) ورد بهامش (س) ما نصه: هكذا يقول مالك رحمه الله: عمر بن الحكم، لم يختلف عنه فيه في الموطآت، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة، وهو غلط منه، والصواب: معاوية بن الحكم، وليس في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من يقال له: عمر بن الحكم. قلت [المحقق]: قال ابن عبد البر: هكذا قال مالك في هذا الحديث: عن هلال عن عطاء عن عمر بن الحكم، لم يختلف الرواة عنه في ذلك، وهو وهم عند جميع أهل العلم بالحديث وليس في الصحابة رجل يقال له: عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم، كذلك قال فيه كل من روى هذا الحديث عن هلال وغيره، ومعاوية بن الحكم معروف في الصحابة، وليس في الصحابة أحد يسمى: عمر بن الحكم، وإنما هذا معاوية بن الحكم لا شك فيه، ثم قال: قال الطحاوي: سمعت المزني يقول: قال الشافعي: مالك بن أنس يسمي هذا الرجل: عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم، قال الطحاوي: وهو كما قال الشافعي. "التمهيد" ٢٢/ ٧٦ - ٧٨ بتصرف. وقال أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" ٤/ ١٩٤٣: عمر بن الحكم السلمي: وهم فيه مالك بن أنس؛ وصوابه: معاوية بن الحكم السلمي. أما قولهم: ليس في الصحابة أحد يسمى: عمر بن الحكم، فقال الحافظ في "الإصابة" ٢/ ٥١٧ (٥٧٣٤): عمر بن الحكم السلمي أخو معاوية بن الحكم؛ وإخوته: روى ابن سعد بسند فيه الواقدي إلى عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم السلمي قال: نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت، فجللتها بشقتين من شعر ووبر فنحرت البدنة وسترت الكعبة. وروى ابن السكن وغيره من طريق كثير بن معاوية بن الحكم عن أبيه قال: وفدت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا وستة من إخوتي الحديث، وقد تقدم في ترجمة أخيه علي، وأما ما رواه مالك عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم في قصة الجارية التي ترعى الغنم، فقد اتفقوا علي أنه وهم فيه، والصواب: معاوية بن الحكم. قلت: فأثبت ممن له صحبة من يسمى عمر بن الحكم، والله أعلم.
(٢) "الموطأ" ٢/ ٧٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>