للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحديث: "كَأَنَّهَا مَتْنُ (١) إِهَالَةٍ" (٢) يعني: جهنم، قال ابن المبارك (٣): أما ترى الدسم إذا جمد علي رأس المرقة.

قول هند بنت عتبة: "مَا كَانَ عَلَى الأرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ" (٤) الظاهر أنها أرادت بالأهل ها هنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكنَّتْ عنه بالأهل لقبح المخاطبة، وأهل خباء الرجل: قومه ومن يأوي إليه من أهله، كما يقال: أهل بيت، وبيوت العرب تسمى أخبية.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوانٌ" (٥) يعني: أم سلمة يوم أصبح بها معرِّسًا، يريد بالأهل: نفسه - صلى الله عليه وسلم -، أي: ليس يلحقك مني أمر تظنين به هوانك عليَّ، أو ليس بك هوان علي حين أخرج عنك وأدعك قبل إكمال سبع ليال، لكن العدل في القسمة أوجب ذلك لا هوانٌ أريده بكِ.

قوله: "لأنْ يَلِجَّ أَحَدُكُمْ في يَمِينِهِ في أَهْلِهِ آثَمُ لَهُ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ" (٦) لعل معناه في قطع رحمه.


(١) في (س): (من).
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ٧٨ (٣٤١٦١)، والبيهقي في "الشعب" ١/ ٣٣٨ (٣٧٣) من طريق الجريري عن غنيم بن قيس عن أبي العوام عن كعب قال: (يجاء بجهنم يوم القيامة كأنها متن إهالة ...) الحديث.
(٣) محمَّد بن المبارك بن يعلى، أبو عبد الله القرشي الصوري القلانسي الحافظ الحجة الفقيه، مفتي دمشق. قال ابن أبي حاتم: كان ثقة انظر ترجمته في: "الجرح والتعديل" ٨/ ١٠٤، "تهذيب الكمال" ٢٦/ ٣٥٢.
(٤) البخاري (٣٨٢٥، ٦٦٤١، ٧١٦١)، مسلم (١٧١٤) من حديث عائشة.
(٥) "الموطأ" ٢/ ٥٢٩، مسلم (١٤٦٠) من حديث أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام مرسلًا.
(٦) البخاري (٦٦٢٥)، مسلم (١٦٥٥) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>