للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أَوْلَى لَهُ" (١) و"أَوْلَى. وَالَّذِي نَفْسي بِيَد" (٢) هي كلمة تقولها العرب عند المعتبة، بمعنى: كيف لا، وقيل: معناها التهديد والوعيد، وقيل: دنوتَ من الهلكة فاحذر، قاله الأصمعي، قيل: وهي مأخوذة من الولْي، وهو القرب، فعلى هذا لا تكون في حرف الهمزة، بل في حرف الواو، وقال بعضهم: هو مقلوب من الويل، وقيل: يقال لمن حاول أمرًا ففاته بعد أن كاد يصيبه.

في الحديث: "صَلَّيْتُ مَعَهُ صَلَاةَ الأُولَي" (٣) هي ها هنا - والله أعلم - صلاة الصبح؛ لأنها أول صلاة النهار، وعليه يدل سياق الحديث؛ لأن فيه: "ثُمَّ خَرَجَ إلى أَهْلِهِ فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانُ المَدِينَةِ"، وفي رواية: "خَدَمُ المَدِينَةِ"، وفي حديث: "كَانَ إِذَا صَلَّى الغَدَاةَ" (٤).

وفي قوله: "صَلَاةَ الأُولَي" إضافة الشيء إلى صفته علي مذهب أهل الكوفة، وقد تصرف الإضافة إلى أول ساعات النهار، وقد تكون صلاة الظهر وهي اسمها المعروف، وفي الحديث: "التِي تَدْعُونَهَا الأولَي" (٥) سميت بذلك لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ومثله في غزوة


= وانظر "صحيح البخاري" (٢٧٢٩) وفيه: "أُوقِيَّةٍ" بهمزة، وليس في اليونينية ٣/ ١٩٢ أي إشارة إلى نسخ أخرى.
(١) لم أجد هذه اللفظة في حديث، ولعل المصنف يشير إلى قوله عز وجل: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤)} [القيامة: ٣٤].
(٢) مسلم (٢٣٥٩) عن أنس بن مالك، وانظر اليونينية ٧/ ٩٦.
(٣) مسلم (٢٣٢٩) عن جابر بن سمرة.
(٤) مسلم (٢٣٢٤) عن أنس بن مالك: "كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ المَدِينَةِ".
(٥) رواه البخاري (٥٤٧، ٥٩٩) عن أبي برزة الأسلمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>