للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى: "آوَاهُ اللهُ" جعل الله له فيه مكانًا وفسحة لمَّا انضم إليه، أعني: مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: قرَّبَه إلى موضع نبيه، وقيل: يئويه إلى ظل عرشه، وفي الحديث: "نَسْجُدُ حَتَّى نَأْوِيَ لَهُ" (١) أي: نَرثِي ونَرِقَّ، وآوى له: رق، قيل: ومعنى: "الْحَمْدُ لله الَّذِي آوَانَا" (٢) أي: رحمنا وعطف علينا، "وَكَمْ مِمَّنْ لَا مُئْوِيَ لَهُ" (٢) أي: لا عاطف عليه ولا راحم له، وعلى المعنى الأول، أي: الذي ضمَّ شملنا، وجعل لنا مواطن ومساكن نأوي إليها، وكم من لا موطن له، ولا مسكن، ولا من ينعم عليه فهو ضائع مهمل.

والمأوَى لكل شيء، سوى مأوِي الإبل والزنابير، ولم يأت مفعِل بكسر العين في الصحيح من مصادر الثلاثيات وأسمائها مما مستقبله يَفعَل بالفتح إلاَّ مَكْبِرَ من الكبر، ومَحْمِدَة من الحمد، وفي المعتل معصِية، ومأوِي الإبل، هذِه الأربعة شذَّت، وما سواها مَفعَل بفتح العين (في الصحيح، وكثير من المعتل مما عَيْنُ فعله ياءٌ، وقد حكي في جميع ذلك الفتح والكسر، كُنَّ مصادرَ) (٣) أو أسماء.


(١) كذا عبارة المصنف كما بـ (س)! وعبارة القاضي عياض في "المشارق" ١/ ١٤٥: (وفي الحديث الآخر في السجود: "حتى نأوي له") وهي أضبط؛ فالحديث رواه أبو داود (٩٠٠) من طريق الحسن عن أحمر بن جزء صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه حتى نأوي له". لا باللفظ الذي ذكره المصنف. والحديث صحح إسناده النووي في "المجموع" ٣/ ٤٣٠، وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (٨٣٧): إسناده حسن صحيح. وقد روي في مصادر أخر بنحوه.
(٢) مسلم (٢٧١٥) عن أنس.
(٣) ساقطة من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>