للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهما مَسْخَان (١)، إساف بن بقاء، ونائلة ابنة ذئب، ويقال: ديك، ويقال: إساف بن عمرو، ونائلة ابنة سهيل، زنيا في الكعبة فمسخا حجرين، فنصبا عند الكعبة، وقيل: نصب أحدهما على الصفا والآخر على المروة ليعتبر بهما، فَقَدُم الأمر وأمر عمرو بن لحي بعبادتهما، ثم حولهما قصي فجعل أحدهما بلصق البيت وجعل الآخر بزمزم، وقيل: بل جعلهما بموضع زمزم ينحر عندهما، وكانت الجاهلية تتمسح بهما إلى أن كسرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، وجاء في بعض أحاديث مسلم أنهما كانا بشط البحر، وكانت الأنصار في الجاهلية تهل لهما (٢)، وهو وهم والصحيح أن التي كانت بشط البحر مناة الطاغية.

"ذَاتُ أَنْوَاطٍ" (٣): شجرة خضراء عظيمة كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظمها وتعلق عليها أسلحتها وتذبح عندها، وكانت قريبًا من مكة، وذكر أنهم كانوا إذا حجوا يعلقون أرديتهم عليها ويدخلون بغير أردية تعظيمًا لها (٤).


(١) "سيرة ابن إسحاق" ص ٢ - ٣.
(٢) مسلم (١٢٧٧).
(٣) ورد ذكره في حديث رواه الترمذي (٢١٨٠)، وعبد الرزاق في "المصنف" ١١/ ٣٦٩ (٢٠٧٦٣)، وأحمد ٥/ ٢١٨، والنسائي في "الكبرى" ٦/ ٣٤٦ (١١١٨٥)، وأبو يعلى ٣/ ٣٠ (١٤٤١)، والطبراني ٣/ ٢٤٣ - ٢٤٤ (٣٢٩٠ - ٣٢٩٤) من طريق الزهري عن سنان بن أبي سنان عن أبي واقد الليثي: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ... " الحديث. وصححه ابن حبان ١٥/ ٩٤ (٦٧٠٢)، والألباني في "ظلال الجنة" (٧٦).
(٤) انظر: "معجم البلدان" ١/ ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>