للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المائدة: ٦] بمعنى التبعيض، واحتج بقولهم: تمسحت بالأرض، ولا حجة في هذا؛ لأن الضرورة وعدم إمكان العموم ألجأ إلى حملها في هذِه الكلمة على التبعيض؛ إذ لا يمكن التمسح بجميع الأرض؛ لا أن الباء اقتضت ذلك، لكن الضرورة ألجأت إليه، ثم هي في غير هذِه الضرورة على أصلها في العموم.

قوله: "إِنَّ هذِه الآيَاتِ لا تكون بِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا بِحَيَاتِهِ" (١) كذا في بعض روايات الحديث، والباء هاهنا للسبب، أي: بسبب موت أحد، وقد تكون على بابها، أي: لا تكون منذرة بموت أحد ولا معلمة به.

وقوله: "لَا يُهْلِكُهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ" (٢) أي: لا يصيبهم بعامة.

قوله: "نُهِيْنَا أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ إِلَّا بِزَوْجٍ" (٣) كذا لِلْأَصِيلِيّ، ولغيره باللام، أي: إلاَّ بسبب موت زوج، أو لأجل موت زوج.


المطلبي الشافعي المكي، نسيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابن عمه؛ فالمطلب هو أخو هاشم والد عبد المطلب. عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة، حمل عن مالك بن أنس "الموطأ"، وصنف التصانيف، ودوَّن العلم، ورد على الأئمة متبعًا الأثر، وصنف في أصول الفقه وفروعه، وبَعُدَ صيته، وتكاثر عليه الطلبة، وقد صنف الكبار في مناقبه كتبًا، توفي سنة أربع ومائتين. انظر "تاريخ بغداد" ٢/ ٥٦ - ٧٣، "وفيات الأعيان" ٤/ ١٦٣ - ١٦٩، "تهذيب الكمال" ٢٤/ ٣٥٥ - ٣٨١، "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٥ - ٩٩، وغيرها.
(١) "الموطأ" ١/ ١٨٦، البخاري (١٠٤٤)، مسلم (٩٠١) من حديث عائشة، وفي الباب عن غيرها، وفي جميعها: "لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ".
(٢) مسلم (٢٨٨٩/ ١٩) عن ثوبان، وفيه: "لَا أُهْلِكَهُمْ"، وفي (د، أ، ظ): (تهلكنا).
(٣) البخاري (٣١٣)، مسلم (٩٣٨) من حديث أم عطية، وفيه: "إِلَّا عَلَى زَوْجٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>