للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فَلَمَّا بَدَّنَ" (١)، وروي: "بَدُنَ" وأنكر ابن دريد وغير واحد ضم الدال؛ لأن معناه: عظم بدنه (٢) وكثر لحمه، قالوا: ولم تكن هذِه صفته - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: والصواب: "بَدَّنَ"، أي: أسن أو ثقل من السن (٣)، وفي حديث عائشة ما يصحح الروايتين، وذلك قولها: "فَلَمَّا أَسَنَّ وَأَخَذَ (٤) اللَّحْمَ" (٥) فجمعت بين السن وأخذ اللحم، وروي عنها: "فَلَمَّا كَبِرَ" (٦)، و"حَتَّى إِذَا كَبِرَ" (٧) وفي حديث آخر: "وَكَانَ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ وَبَدُنَ آخِرَ زَمَانِهِ - صلى الله عليه وسلم -" (٨).

وفي وصف علي إياه - صلى الله عليه وسلم -: "بَادِنٌ مُتَمَاسِكٌ" (٩) أي: عظيم البدن مشتدُّهُ غير مترهل (١٠) اللحم ولا خوار (١١) البنية.


(١) مسلم (٧٣٢/ ١١٧) عن عائشة.
(٢) في (أ): وهامش (د): (بطنه).
(٣) "جمهرة اللغة" ١/ ٣٠٢ مادة (بدن).
(٤) في (س): (وأخذه).
(٥) مسلم (٧٤٦).
(٦) رواه النسائي ٣/ ٢٤٠ عن عائشة. ورواه الترمذي (٤٥٧)، والنسائي ٣/ ٢٣٧، وأحمد ٦/ ٣٢٢ عن أم سلمة.
(٧) البخاري (١١٤٨)، مسلم (٧٣١) عن عائشة.
(٨) ذكره البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ٣٠٥.
(٩) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ١/ ٤٢٢، وابن حبان في "الثقات" ٢/ ١٤٦، والطبراني ٢٢ (٤١٤)، والبيهقي في "الشعب" ٢/ ١٥٤ - ١٥٥ (١٤٣٠)، وابن الأثير في "أسد الغابة" ١/ ٣١ من طريق جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال: حدثني رجل بمكة عن ابن أبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافًا - عن حلية النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئًا أتعلق به، فقال: ... الحديث. هكذا إسناده من حديث ابن أبي هالة، كذا قاله القاضي أيضًا ١/ ٢١٨، أي ليس من وصف علي كما ذكر المصنف. وهو حديث ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٤٤٧٠).
(١٠) في (س): (متهزل).
(١١) في (س): (خوَّان).

<<  <  ج: ص:  >  >>