للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان قوله: "كَانَتِ الكِلابُ تبولُ وتُقْبِلُ وتُدْبِرُ في المَسْجِدِ" (١) كذا للنسفي: "تبولُ" انفرد به، وهو وهم، والترجمة لا تقتضيه ولا بقية الكلام (٢).

قال ابن قُرْقُولٍ: إن صح فمعناه تَبُولُ خارج المسجد كما تفعل الحيوانات كلها ثم تدخل المسجد، وقد علم أنها بالت وأن النجاسة متيقنة فيها؛ إذ لا تغسل مخارج أبوالها وإنما تلحسه بألسنتها، ثم هي مع ذلك تقبل في المسجد وتدبر ثم لا يرشون من ذلك.

قوله: "فَمَا تَرَوْنَ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنه" (٣) هكذا للجمهور، وعند بعض شيوخنا بالباء والنون روايتان، وبالباء أوجه.

في حديث الصراط: "وَمِنْهُمُ المُوْمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ" (٤) كذا للسمرقندي، وعند الطبري: "الْمُوْثَقُ بُقيَ بِعَمَلِهِ" وعند العذري والسّجْزِي: "الْمُوْبَقُ" يعني بعمله، وهذا هو الصواب، ومعناه الذي أوبقته ذنوبه، وكذا جاء في كتاب البخاري (٥)، وجاء فيه في كتاب التوحيد: "الْمُوْمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ


(١) البخاري (١٧٤) من حديث عبد الله بن عمر.
(٢) وقع هنا في صلب (س): (وقيل: بقينا، أي: انتظرنا، والاسم منه: البقوى، قُلبت الياء فيها واوًا، وكذلك كل فعلى إذا كانت اسمًا كالبقوى والشروى والرعوى وإذا كانت صفة لم تقلب ياؤها، كقولك: امرأة صديا وخزيا). وعلم عليها (حاشية)، وليست هي في (د، أ)، وقبالتها في الهامش كتب: (من الإرعاء)، و (من الإبقاء) كأنهما تعليق على كلمتي (كالبقوى) و (والرعوى).
(٣) "الموطأ" ١/ ١٧٤.
(٤) مسلم (١٨٢).
(٥) البخاري (٦٥٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>