للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "فَبَاتُوا يَفْعَلُونَ كَذا" وما تكرر من ذلك في الأحاديث فهو كله كناية عما يصنع في الليل، وعكسه: ظَلِلْت، في فعل النهار.

وقوله: "فَيُصْبحُ مَعَ قُرَيْشٍ كَبائِتٍ" (١) أي: كمثل بائت معهم لم يغب عنهم.

وقوله: "لَبَيْتٌ بِرُكبَةَ" (٢) قيل: أراد به المسكن لصحة بلاد الحجاز ووباء الشام، وركبة من بلاد الطائف، وقيل: أراد بالبيت ها هنا أهله من العرب، قال بعض اللغويين: البيتةُ من العرب الذي يجمع شرف القبيلة، وهو بيتها أيضًا.

وقوله: "أُبِيحَتْ خَضْراءُ قُرَيْشٍ" (٣) أي: انتهبت وتم هلاكها، والإباحة كالنهبى وما لا يرد عنه مريده، ومنه مباح الشرع: ما لم يمنع منه مانع شرع، وتركه لمن أراد فعله أو تركه، وخضراؤهم: سوادهم وجماعتهم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بَيْدَ أَنَّهُمْ" (٤) أي: غير، وقيل: إلا، وقيل: على، وقد تأتي بمعنى: من أجل، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بَيْدَ أَنَّي مِنْ قُرَيْشٍ" (٥) وقد قيل ذلك في الحديث الأوّل، وهو بعيد، وقد تقدم في الهمزة. وفي "بَيْدَ" لغة أخرى: (مَيْدَ) بالميم، و"الْبَيْداءُ" (٦): المفازة والقفر، وكل صحراء فهي بيداء،


(١) البخاريُّ (٣٩٠٦، ٥٨٠٧) من حديث عائشة.
(٢) "الموطأ" ٢/ ٨٩٧.
(٣) مسلم (١٧٨٠) من حديث أبي هريرة.
(٤) البخاريُّ (٨٧٦)، مسلم (٨٥٥) من حديث أبي هريرة.
(٥) انظر "البدر المنير" ٨/ ٢٨١ - ٢٨٣.
(٦) البخاريُّ (١٥٤٥)، مسلم (١٢٤٣) في حديث ابن عباس، وقد وردت في مواضع =

<<  <  ج: ص:  >  >>