هو نور، ولا يفهم منه ما يفهم من الأجسام اللطيفة المنيرة، هذا كله في وصف الباري محال يتنزه عن ذلك، وكذلك لا يجوز أن يعتقد أنه ينفصل منه نور، فكل ذلك من صفات المحدثين، بل هو خالق كل نور ومنور كل ذي نور). اهـ.
هذا كلامه، جليٌّ فيه تأويلات الأشاعرة وتحميلهم الألفاظ والعبارات ما لا تحتمله، وما لا داعي له أو حاجة، والمقرر عند أهل السنة والجماعة، أن النور المضاف إليه جل وعلا نوعان: الأول: نور هو صفته سبحانه، فهو جل وعلا نور، ومن أسمائه النور جل وعلا، وهذا النور من صفاته غير مخلوق.
الثاني: نور مخلوق، وهذا النور المخلوق يبتدئ من الحجاب، قال - صلى الله عليه وسلم -: "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أنتهى إليه بصره من خلقه" [رواه مسلم (١٧٩)] فالحجاب نوره هذا مخلوق فيه، وتعالى الله جل وعلا وتقدس، وكذلك نور السموات والأرض ما فيها من نور هو مخلوق.
وللاستزادة انظر:"مجموع الفتاوى" ٦/ ٣٧٤ - ٣٩٦.
وكذلك قوله في ١/ ٢٩٦ في حرف الهمزة مع الصاد في الكلام على قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن" قال: (الإِصبع هنا صفة سمعية لا يزاد على ذلك، وإليه ذهب أبو الحسن -[أي الأشعري]- وجماعة من أصحاب الحديث، وقيل: إصبع من أصابع ملائكته، أو تكون خلقًا من خلقه سماه إصبعًا! وقيل: هي كناية عن القدرة أو النعمة!! وقيل: هو مثل في أنه لا تعب عليه في الأفعال وإظهار المخلوقات ..).
قلت: تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
وغير ذلك مما رُدّ عليه وعُلِّق في موضعه من الكتاب، والله أعلم.
هذا وننبه أنه سيأتي إشارة عند الكلام والتوصيف للنسخ الخطية المعتمدة