للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول ورقة: "يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا" (١) كذا لأكثرهم، وللأصيلي وابن ماهان: "جذع" خبر ليت، والنصب على الحال والخبر مضمر، أي: فأنصره وأعينه، وقيل: معناه: يا ليتني أدرك أمرك فأكون أول من يقوم بنصرك، كالجذع الذي هو أول أسنان البهائم، والقول الأول أبين، أي: شابًّا قويًّا كالجذع من الدواب حتى أبالغ في نصرك، وقول القائل لهذا الرجز يدل عليه وهو قوله بعد (٢):

أَخُبُّ فِيهَا وَأَضَعْ (٣)

والجذع ما لم يثن، وقبل ذلك بسنَةٍ، ومنه: "الْجَذَعُ مِنْ الضَّأْنِ" (٤)، و"وَعِنْدِي جَذَعَةٌ" (٥)، و"جَذَعَةً مِنَ المَعْزِ" (٦)، و"لَنْ تَجْزِيَ جَذَعَةٌ" (٧)، و"أَصَابَنِي جَذَعٌ" (٨) وقد قبل: إن الجذع من الغنم ابن سنة، وقيل: ابن ثمانية أشهر، وقيل: ابن ستة، وقيل: ابن عشرة، وهو لا يجزئ إلاَّ من الضأن لا من المعز. قال الحربي: لأنه ينزو من الضأن ويلقح، ولا ينزو إذا كان من المعز فلا يجزئ حتى يكون ثنيًّا.


(١) البخاري (٣)، مسلم (١٦٠) من حديث عائشة.
(٢) من (س).
(٣) هو عجز بيت نسبه غير واحد لدريد بن الصمة، صدره: (يا لَيْتَني فيها جَذَعْ).
(٤) رواه ابن ماجه (٣١٣٠) من حديث هلال بن أبي هلال، والترمذي (١٤١٩) من حديث أبي هريرة.
(٥) البخاري (٩٦٥)، مسلم (١٩٦١) من حديث البراء بن عازب.
(٦) البخاري (٥٥٥٦)، مسلم (١٩٦١) من حديث البراء بن عازب.
(٧) البخاري (٩٦٨) من حديث البراء.
(٨) مسلم (١٩٦٥/ ١٦) من حديث عقبة بن عامر الجهني.

<<  <  ج: ص:  >  >>