للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: هو على ظاهره؛ لأنه من الاستهانة بها (١) وهي موضع موعظة واعتبار، وقيل: هو كناية عن الحدث عليها، وبهذا فسره مالك في "الموطأ" (٢).

قوله: "يُجْلِّسُ النَّاسَ" (٣) أي: يشير إليهم بالجلوس.

وقوله: "فِي مَجْلِسٍ مِن الأَنْصَارِ" (٤) وقد تسمى الجماعة مجلسًا؛ لأنهم أهل المجلس، كما قال:

وَاسْتَبَّ بَعْدَكَ يَا كُلَيْبُ المَجْلِسُ (٥)

وقوله: "كَانَتْ تَجْلِسُ جِلْسَةَ الرَّجُلِ" (٦) بكسر الجيم، أي: على هيئته في جلوسه وصفته؛ وأما الجَلسة فواحدة الجلسات.

وقوله: "حَتَّى تَجَلَّتِ الشَّمْسُ" (٧)، و"اذْكُرُوا اللهَ حَتَّى يَنْجَلِيَا" (٨) أي: تظهرا أو حتى ظهرت، وفي رواية السِّجْزِي: "حَتَّى يَتَجَلَّيَا" أي: ينكشفا، ومنه: "جُلِّي عَنِ الشَّمْسِ" (٩) أي كشف، وعند السمرقندي: "ثُمَّ تجلى عَنِ


(١) في (د، أ): (به).
(٢) "الموطأ" ١/ ٢٣٣ وفيه: إنما نهى عن القعود على القبور فيما نرى للمذاهب.
(٣) البخاري (٤٨٩٥) من حديث ابن عباس.
(٤) البخاري (٦٢٤٥) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٥) عجز بيت لمهلهل بن ربيعة، صدره:
نبئتُ أنَّ النارَ بعدكَ أوقدتْ
انظره في "ديوانه" ص ٢١.
(٦) البخاري قبل حديث (٨٢٧) يعني: أم الدرداء.
(٧) "الموطأ" ١/ ١٨٦، البخاري (٩٢٢)، مسلم (٩٠١) من حديث عائشة، و"الموطأ"
١/ ١٨٦، البخاري (١٠٥٢) من حديث ابن عباس.
(٨) مسلم (٩٠١) من حديث عائشة.
(٩) البخاري (١٠٥١)، مسلم (٩١٠) من حديث عبد الله بن عمرو. ومسلم (٩١٣) من حديث عبد الرحمن بن سمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>