١/ ٦١:(... وضبطه غيره بفتح الفاء، وكذا كان يضبطه علينا أبو بحر، وقال لي ابن سراج ...).
وفي "المطالع" ١/ ٣٥٤: (... وضبطه غيره بفتحها، وكذلك ضبطه علينا أبو بحر، قال لي ابن سراج ...)!! ومعلوم أن أبا بحر بن العاص هذا وابن سراج هما من شيوخ القاضي عياض، لا ابن قرقول، هذا معروف مشهور، فكيف يصح هذا ويسوغ؟! وقد تكرر مثل هذا الموضع وما هو على شاكلته كثيراً في الكتاب، أعني أن يذكر القاضي عياض أخذًا عن شيخ أو تحديثًا، أو يذكر قولًا أو ضبطًا على شيخ، فيذكره ابن قرقول في "المطالع" بما يوهم أنه شيخه، ويكون هو من مشائخ القاضي، ويكون القول قوله في "المشارق"، ونحو هذا.
٤ - ذكر ابن قرقول هنا في "المطالع" ٥/ ٤٤٨ - ٤٤٩ في حرف السين مع الباء في الكلام على قوله:"مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ": (... حدثنا الغساني، حدثنا حاكم بن محمَّد، سمعت أبا الطيب ابن غلبون، سمعت أبا بكر بن جابر الرملي، سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي، سمعت علي بن المديني، سمعت معمر بن المثنى يقول في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا ليس هو السبع الذي يسبع الناس ....) إلى آخر الحديث.
هكذا ساق ابن قرقول هذا الإسناد بصيغة التحديث مباشرة عن الغساني، ومن طريقة صيغة هذا الإسناد وذكره لا يجد قارئ الكتاب ولا مطالعه أدنى شك أن الغساني - وهو أبو علي الجياني - هو شيخ ابن قرقول في هذا الأثر، لكن هذا غير ممكن بل من المستحيل؛ فأبو علي الجياني الغساني هذا صاحب كتاب "تقييد المهمل" توفي في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ومولد ابن قرقول - كما تقدم - في سنة خمس وخمسمائة، فبين وفاة