قرقول، هي ترجمة تلميذه ابن دحية الكلبي، المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، في كتابه "المطرب من أشعار أهل المغرب" ص ٢٢٤ - ٢٢٦ - فليس أحد ذكر ابن قرقول ولا ترجم له قبل ابن دحية، إلا ما كان من ابن نقطة، المتوفى سنة تسع وعشرين وستمائة، حيث ذكره في "تكملة الإكمال" بإيجاز دون تفصيل وبسط - فذكر ابن دحية من سيرته ومآثره ما لا بأس به، غير أنه لم يذكر أن له "مطالع الأنوار"، وكتاب كهذا ذاع صيته وعرفه القاصي والداني، حتى أنه اشتهر بين العلماء وطلبة العلم أكثر من "مشارق الأنوار" نفسه، لا يعرفه تلميذه الذي لازمه ولا يذكره! وكان لو كان جديرًا بالذكر والإشادة بمثل هذا الكتاب العظيم النادر في بابه، والله أعلم.
٦ - وجدت في أثناء بحثي وتنقيبي عن حقيقة هذا الأمر، ما يوافق إلى حد كبير ما اعتقدته عن الكتاب وجنحت إليه، فمن ذلك: قال الحافظ السخاوي - وهو من أعلم الناس بشيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني وبمؤلفاته، ومن المؤكد أنه رأى وعلم وطالع المواضع التي عزا فيها الحافظ في "فتح الباري" لابن قرقول في "المطالع" - قال في "فتح المغيث" ٣/ ٥٠: ومنها -أي من كتب الغريب - كتاب "المشارق" للقاضي عياض، وهو أجل كتاب جمع فيه بين ضبط الألفاظ واختلاف الروايات، وينسب لأبي إسحاق ابن قرقول تلميذ القاضي عياض، كتاب "المطالع"، والظاهر أنه منتزع من "المشارق" لشيخه، مع التوقف في كونه نسبه لنفسه، وقد نظمه الإِمام شمس الدين محمَّد بن عبد الكريم الموصلي، فأحسن ما شاء. اهـ بتصرف.
قلت: أعتقد أن الضمير في قوله (نظمه) يعود على المشارق لا