للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في صفة عيسى - عليه السلام - مرة: "جَعْدُ" (١) وهو هاهنا شدة الخلق، إذ قد وصفه في الحديث بأنه: "سَبْطُ الشَّعَرِ" (٢).

و"الْجُعْرُورُ" (٣) رديء التمر، قال الأصمعي: هو ضرب من الدقل يحمل شيئًا صغارًا لا خير فيه.

قوله: "فَكَانَ يَسِمُ في الجَاعِرَتَيْنِ" (٤) هما رقمتان تكتنفان ذنب الحمار.

و"الْجَعَائِلُ" في الجهاد جمع جعيلة، وهو ما يجعله القاعد للخارج عنه من أهل ديوانه، يقال منه: أجعلت له جعلًا وجعلت، ثلاثي ورباعي، والاسم: الجعالة والجعال، وما يؤخذ في ذلك: الجعل والجعيلة.

وقوله: "فَأَمَرَهُ عُمَرُ يَجْعَلَهَا في صَلَاةِ الصُّبْحِ" (٥) أي: يخص بها صلاة الصبح التي هو موضعها الذي سنت فيه، وأن لا يفردها ويخرجها عن سنتها، لا أنه ابتدأ ذلك، فقد كانت مشروعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - في أذان الفجر.

قوله: "فجعل يفعل كذا"، هو لفظ يتكرر في الحديث، وتأتي جعل، لمعان كثيرة، تأتي بمعنى عَمِل وهَيَّأ وصَيَّر وأَخَذ وخَلَق وبَيَّن وحَكَم وشَرَع وابتدأ، وأكثر تصرفها بمعنى صَيَّر، ومصدرها جَعْلٌ.

وفي حديث الكسوف: "فَجَعَلْتُ أُقَدِّمُ" (٦) قيل: معناه: شرعت أتقدم وأخدت.


(١) "الموطأ" ٢/ ٩٢٠، البخاري (٣٤٤٠، ٣٤٤١)، مسلم (١٦٩/ ٢٧٣) من حديث ابن عمر.
(٢) البخاري (٣٤٤١).
(٣) "الموطأ" ١/ ٢٧٠ من قول ابن شهاب.
(٤) مسلم (٢١١٨) من حديث ابن عباس، بنحوه.
(٥) "الموطأ" ١/ ٧٢، وفيه: (في نِدَاءِ الصُّبْحِ).
(٦) مسلم (٩٠١/ ٣) من حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>