للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "يُجَافِي عَضُدَيْهِ" (١) أي: يباعدهما، وكذلك: "يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ" (٢) وأصله من الجفاء وهو التباعد، وقيل: من الارتفاع. ومعناه: ترك الصلة. ومنه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: ١٦].

وفي حديث: "إِنَّكَ لَجِلْفٌ جَافٍ" (٣) قيل: هما (٤) بمعنًى واحد، وهو التباعد عن الصلة، وفعل الجميل، ورقة الطبع (٥)، وكرر اللفظ للتأكيد، وقد تقدم.

قوله: "فِيمَا جَفَّتِ الأَقْلَامُ" (٦) أي: نفذت به المقادير، وكتب في اللوح، كناية عن الفراغ من الكائنات، وإمضائها تمثيلًا بما عهدناه مما كتبناه وفرغنا منه، بقي القلم جافًّا لا مداد فيه، وكتابة الله سبحانه ولوحه وقلمه ومداده من غيب علمه، نؤمن به ولا نكيفه.

في الحديث ذكر: "الْجَفْرَةُ" (٧) وهي من ولد الغنم ما مضى له أربعة أشهر وقوي على الشرعي، والذكر جَفر، ويقال ذلك في الغلام إذا قوي، وقيل: الجَفر: الجذع من ولد الضأن.

وفي حديث جابر الطويل (٨): "فَخَرَجَ ابْن لَهُ جَفْرٌ" (٩) قيل ما تقدم، وقيل: هو الذي قارب البلوغ.


(١) البخاري قبل (٣٩٠): "باب يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَيُجَافِي في السُّجُود".
(٢) البخاري (١١٥٥) من حديث أبي هريرة.
(٣) مسلم (١٤٠٦/ ٢٧) من قول رجل لعبد الله بن الزُّبير.
(٤) ساقطة من (س).
(٥) في (د، أ): (القلب).
(٦) مسلم (٢٦٤٨) من حديث سراقة بن مالك.
(٧) "الموطأ" ١/ ٤١٤ عن عمرو، والبخاري (٥١٨٩)، مسلم (٢٤٤٨) من حديث عائشة.
(٨) ساقطة من (د، أ).
(٩) مسلم (٣٠٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>