للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذكر الجميل، ومن الرسول لأمته إرادته هداهم ونجاتهم والدعاء لهم والشفاعة لهم، ومحبتهم له طاعتهم إياه والصلاة عليه والثناء وتقديم أمره وقبول قوله.

قوله: "كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جَانِبِ السَّيْلِ" (١) بكسر الحاء، قال الفراء: هي بزور البقل. قال الكسائي: هي حب الرياحين. قال أبو عمرو: هي نبت ينبت في الحشيش صغار. قال النضر: هي اسم جامع لحبوب البقل الذي ينتشر إذا هاجت، فإذا مطرت نبتت، والحبة واحدة الحب من عنب وغيره، وحب الحبة الذي في داخلها يسمى حُبة، (فاسم ذلك الحب) (٢) حُبَة بضم الحاء وتخفيف الباء، قال الحربي: ما كان من النبت له حب فاسم ذلك الحب حبَّة. قال غيره: فأما الحنطة وغيرها فهي الحب، وقالوا: الحبة فيما هو حبوب مختلفة. قال ابن دريد (٣): هو جميع ما تحمله البقول من ثمرة، وجمعه حبب.

وشبه نباتهم بنبات الحبة لأمرين:

أحدهما: بياضها كما جاء في الحديث. والثاني: سرعة نباتها؛ لأنها تنبت في يوم وليلة؛ لأنها بما رويت من الماء وترددت في غثاء السيل قد رويت وتيسرت قلبتها للخروج، فإذا خرجت في حميل السيل غرزت عروقها فيه لحينه ونبتت بسرعة.

قوله: "حِبُّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (٤) يعني: أسامة وأباه، بكسر الحاء، يعني:


(١) البخاري (٢٢)، مسلم (١٨٤/ ٣٠٤) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٢) ساقط من (د، ظ).
(٣) "جمهرة اللغة" ١/ ٢٨٧.
(٤) البخاري (٣٤٧٥)، مسلم (١٦٨٨) من حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>