للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عمر - رضي الله عنه -: "كَانَ حَدِيدًا" (١)، و"أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الحَدِّ" (٢)، وقولها: "مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ" (٣) كله من سرعة الغضب وحدة الخلق، والسورة: ثوران الشيء وقوته.

وقوله: "وَتَسْتَحِدُّ المُغِيبَةُ" (٤) الاستحداد: حلق العانة بالحديد، و"الْمُغِيبَةُ": التي غاب زوجها فتركت الاستحداد (٥).

وقوله: "أَرى حَدَّهُمْ كَلِيلًا" (٦) أي: شدتهم عادت ضعفًا.

وقول علي - رضي الله عنه -: "أَنَا الذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ" (٧) اسم من أسماء الأسد؛ لغلظ رقبته وقوة ساعده، ومنه قولهم: فتًى حادر. قيل: إنها سمته بهذا اللفظ بعينه. وقيل: باسم جدّهِ أبيها (٨) أسد بن هاشم، فكنى عنه بـ "حَيْدَرَهْ"، وكان أبوه حين مولده غائبًا، فلما قدم سماه عليًّا، وزعم قوم أن أمه كانت ترَّقِّصه بذلك وهو صغير؛ لعظم بطنه، واجتماع خلقه، وهذا ضعيف.

قوله: "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الحُدُقُ" (٩) يعني: احمرت العيون غضبًا


(١) البخاري (٣٤٤) من حديث عمران بلفظ: "وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا". وفي مسلم (٦٨٢) بلفظ: "وَكَانَ أَجْوَفَ جَلِيدًا".
(٢) البخاري (٦٨٣٠) من حديث ابن عباس.
(٣) مسلم (٢٤٤٢) من حديث عائشة، ووقع في النسخ الخطية: "حدة" بزيادة هاء.
(٤) البخاري (٥٠٧٩) مسلم (٧١٥) من حديث جابر بن عبد الله.
(٥) وقع في هامش (س): (وصحفه بعضهم: "الْمُعِينَةُ"، أي: التي قد أعانت، أي: نبت شعر عانتها).
(٦) مسلم (١٧٧٥) من حديث العباس بن عبد المطلب.
(٧) مسلم (١٨٠٧) من حديث سلمة بن الأكوع.
(٨) من (س).
(٩) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>