للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا" (١) أي: تحيط بالقلوب، حصر به القوم: إذا أحدقوا به. وقيل: حصير الجنب عرق يمتد معترضًا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها، شبهها بذلك. وقال ثعلب: الحصير لحم يكون في جانبي الصلب من لدن العنق إلى منتهى المَتْنين.

وقيل: أراد عرض أهل السجن واحداً واحداً، والحصير: السجن. وقيل: تعرض على القلوب: تلصق بها لصق الحصير بالجَنب، وتأثيرها فيه بلزوق أعوادها (في الجلد) (٢) (كما لزقت به) (٣) وإلى هذا كان يذهب أبو بحر وسراج بن عبد الملك. وقيل: تعرض عليها واحدة واحدة كما تعرض المنقية لشطب الحصير، وهو ما ينسج منه من لحاء القضبان على النساجة، وتناوله لها عودًا بعد آخر، وإلى هذا ذهب من شيوخنا أبو عبد الله بن سليمان، وهو الأشبه بلفظ الحديث ومعناه، وسيأتي الخلاف في: "عُودٍ" (٤).

وقوله في: "الْمُحْصَرِ" (٥) و"الْحَصْرُ" (٦) و"الإِحْصَارُ" (٧) و"لمَّا


(١) مسلم (١٤٤) من حديث حذيفة بلفظ: "تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا"، وهو في "مسند أحمد" ٥/ ٣٨٦، ٤٠٥ بلفظ: "تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ".
(٢) في (أ): (بالجلد).
(٣) ساقطة من (د، أ، ظ).
(٤) في (أ): (عوده).
(٥) "الموطأ" ١/ ٣٦١ من حديث ابن عمر. والبخاري قبل حديثي (١٨٠٦، ١٨١٣).
(٦) البخاري قبل حديث (١٨١١).
(٧) البخاري قبل حديثي (١٨٠٦، ١٨١٠)، مسلم قبل حديث (١٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>