للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد الدّارمي [١] ومحمد بن يحيى الذّهلي النيسابوري، وخلق لا يحصون.

قال إبراهيم الحربي: أدركت ثلاثة لن يرى مثلهم أبدا، يعجز النساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا عبيد القاسم بن سلّام ما أمثله إلّا بجبل نفخ [٢] فيه روح، ورأيت بشر بن الحارث ما شبّهته إلّا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بن حنبل، كأن الله- عز وجل- جمع له علم الأولين من كل صنف، يقول ما شاء ويمسك ما شاء.

وعن الحسن بن العبّاس قال: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلم إلّا شابا بالمشرق، يعني أحمد بن حنبل.

وقال قتيبة بن سعيد: لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري، والأوزاعي، ومالك، واللّيث بن سعد، لكان هو المقدّم.

وقيل لقتيبة: يضم أحمد بن حنبل إلى التابعين؟ قال: إلى كبار التابعين.

وقال يحيى بن معين: دخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل فقلت له: أوصني، فقال: لا تحدّث المسند إلّا من كتاب [٣] .

وقال علي بن المديني: قال لي سيدي أحمد بن حنبل: لا تحدّث إلا من كتاب.

وقال يوسف بن مسلم: قال حدّث الهيثم بن جميل بحديث عن جميل بحديث عن هشيم فوهم فيه، فقيل له: خالفوك في هذا، فقال: من خالفني؟

قالوا: أحمد بن حنبل. قال: وددت أنه نقص من عمري وزيد في عمر أحمد ابن حنبل.

(١١/ ٢٥٥) ، و «تهذيب الكمال» (١/ ٤٤٠) طبع مؤسسة الرسالة.


[١] في الأصل، والمطبوع: «عمر بن سعيد الدارمي» وهو خطأ. والتصحيح من «تهذيب الكمال» للمزي (١/ ٤٤١) .
[٢] في الأصل: «ينفخ» وأثبت ما في المطبوع.
[٣] يعني لا تحدّث الأحاديث بالإسناد إلا من كتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>