للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأمويّ البصريّ في جمادى الأولى. سمع أبا عوانة وطبقته، وكان صاحب حديث.

ولي القضاء جماعة من أولاده.

وفيها يعقوب بن السّكّيت، النحويّ، أبو يوسف البغدادي، صاحب كتاب «إصلاح المنطق» و «تفسير دواوين الشعراء» وغير ذلك. سبق أقرانه في الأدب مع حظ وافر في السنن والدّين، وكان قد ألزمه المتوكل تأديب ابنه المعتز، فلما جلس عنده، قال له: يا بني بأي شيء يحب الأمير أن يبتدئ من العلوم. قال: بالانصراف، قال ابن السّكّيت: فأقوم. قال المعتز: أنا أخف نهوضا منك، فقام المعتز مسرعا، فعثر بسراويله فسقط، فالتفت خجلا، فقال ابن السّكّيت:

يصاب الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يصاب المرء من عثرة الرّجل

فعثرته بالقول تذهب رأسه ... وعثرته بالرّجل تبرا [١] على مهل [٢]

فلما كان من الغد دخل على المتوكل، فقال له: قد بلغني البيتان، وأمر له بخمسين ألف درهم.

وقال أحمد بن محمد بن شدّاد: شكوت إلى ابن السكيت ضائقة فقال:

هل قلت شيئا؟ قلت: لا. قال: فأقول: أنا، ثم أنشد:

نفسي تروم أمورا لست أدركها ... ما دمت أحذر ما يأتي به القدر

ليس ارتحالك في كسب الغنى سفرا ... لكن مقامك في ضرّ هو السّفر


[١] في الأصل، والمطبوع: «تبرئ» ، والتصويب من مصادر التخريج.
[٢] البيتان في «وفيات الأعيان» لابن خلّكان (٦/ ٣٩٩) ، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١٢/ ١٩) ، و «مرآة الجنان» لليافعي (٢/ ١٤٨) ، و «غربال الزمان» للعامري ص (٢٢٨) ، وفي رواية البيتين بعض الخلاف في كل من «الوفيات» و «السير» .

<<  <  ج: ص:  >  >>