للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ستّ وتسعون سنة.

وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان المقرئ قرأ على الكسائي، وإسماعيل بن جعفر، ويحيى اليزيدي، وحدّث عن طائفة، وصنف في القراءات، وكان صدوقا. قرأ عليه خلق كثير.

قال: أدركت حياة نافع، ولو كان عندي شيء لرحلت إليه.

وفيها دعبل بن علي الخزاعيّ [١] الشاعر المشهور الرافضيّ، مدح الخلفاء والملوك، وكان يحب الهجاء [٢] . وقد أجازه عبد الله بن طاهر على أبيات ستين ألف درهم.

قال ابن خلّكان [٣] : قيل: إن دعبلا لقب، واسمه الحسن. وقيل:

عبد الرحمن، وقيل: محمد، وكنيته أبو جعفر، وقيل [٤] : إنه كان أطروشا [٥] وفي قفاه سلعة [٦] .

كان شاعرا مجيدا، إلا أنه بذيء اللسان مولعا بالهجاء [٧] والحطّ من أقدار النّاس، وهجاء الخلفاء ومن دونهم، وطال عمره، فكان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي، أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلك.

وكان بين دعبل، ومسلم بن الوليد الأنصاري اتحاد كثير، وعليه تخرج


[١] انظر ترجمته ومصادرها في «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٦٦- ٢٧٠) ، و «الأعلام» (٢/ ٣٣٩) .
[٢] في «العبر» للذهبي: «وكان خبيث الهجاء» .
[٣] في «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٦٦) .
[٤] في «وفيات الأعيان» : و «يقال» .
[٥] قال ابن منظور: الأطروش: الأصم. «لسان العرب» (طرش) .
[٦] قال ابن منظور: السّلعة بكسر السين: الضّواة، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغدة، وقال الأزهري: هي الجحدرة تخرج بالرأس وسائر الجسد تمور بين الجلد واللحم إذا حركتها، وقد تكون لسائر البدن، في العنق وغيره، وقد تكون من حمصة إلى بطيخة. «لسان العرب» (سلع) .
[٧] في «وفيات الأعيان» : «مولعا بالهجو» .

<<  <  ج: ص:  >  >>