للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعبل في الشعر، فاتفق أن ولي مسلم جهة في بعض بلاد خراسان، وهي جرجان، فقصده دعبل لما يعلمه من الصحبة التي بينهما، فلم يلتفت مسلم إليه، ففارقه وقال:

غششت الهوى حتّى تداعت أصوله ... بنا وابتدلت الوصل حتّى تقطّعا

وأنزلت من بين الجوانح والحشا ... ذخيرة ودّ طالما قد تمنّعا

فلا تعذلنّي ليس لي فيك مطمع ... تخرّقت حتّى لم أجد لك مرقعا

وهبك يميني استأكلت فقطعتها ... وصبّرت قلبي بعدها فتشجّعا [١]

ومن شعره في الغزل:

لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

يا ليت شعري كيف نومكما [٢] ... يا صاحبيّ إذا دمي سفكا

لا تأخذا بظلامتي أحدا ... قلبي وطرفي في دمي اشتركا [٣]

ولما مات دعبل- وكان صديقا للبحتريّ، وكان أبو تمام قد مات قبله- رثاهما البحتريّ فقال:

قد زاد في كلفي وأوقد لوعتي ... مثوى حبيب يوم مات ودعبل [٤]

في أبيات. انتهى ملخصا.


[١] الأبيات في «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٦٨) ، وهي في «ديوانه» ص (١٨٢- ١٨٣) صنعة الدكتور عبد الكريم الأشتر، طبع مجمع اللغة العربية بدمشق، ورواية البيت الأخير منها فيه:
فهبك يميني استأكلت فاحتسبتها ... وجشّمت قلبي قطعها فتشجّعا
[٢] في الأصل، والمطبوع: «كيف نومكم» والتصحيح من «وفيات الأعيان» ، و «ديوانه» .
[٣] الأبيات في «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٦٨- ٢٦٩) وهي الأبيات الثاني، والسابع، والثامن من قصيدة في «ديوانه» ص (٢٠٤- ٢٠٥) .
[٤] البيت في «ديوان البحتري» (٣/ ١٧٩٠) بتحقيق الأستاذ حسن كامل الصيرفي، طبع دار المعارف بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>