للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشام، والعراق، ومصر، والحجاز، والجزيرة، وخراسان، وكان رأسا في الحديث، رأسا في الفقه، ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع، حتّى إنه كان يشبّه بشيخه أحمد بن حنبل. قاله في «العبر» [١] .

وقال ابن خلّكان [٢] : أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران الأزديّ السجستانيّ، أحد حفّاظ الحديث وعلمه وعلله، وكان في الدرجة العالية من النّسك والصلاح. طوّف البلاد وكتب عن العراقيين، والخراسانيين، والشاميين، والمصريين، والجزريين [٣] ، وجمع كتاب «السنن» قديما وعرضه على الإمام أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، فاستحسنه واستجاده، وعدّه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء» [٤] من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل.

وقال إبراهيم الحربي: لما صنّف أبو داود كتاب «السنن» : ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.

وكان يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خمسمائة ألف حديث انتخبت [٥] منها ما ضمنته هذا الكتاب- يعني «السنن» - جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث:

أحدها قوله صلى الله عليه وسلم: «إنّما الأعمال بالنّيّات» [٦] .


[١] (٢/ ٦٠- ٦١) .
[٢] في «وفيات الأعيان» (٢/ ٤٠٤- ٤٠٥) .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «والحرميين» وما أثبته من «تاريخ بغداد» (٩/ ٥٥) ، و «وفيات الأعيان» مصدر المؤلف.
[٤] انظر ص (١٧١) منه.
[٥] لفظة «انتخبت» سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها من «وفيات الأعيان» .
[٦] رواه البخاري رقم (١) في بدء الوحي: باب كيف كان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و (٥٤) في الإيمان: باب ما جاء إنّ الأعمال بالنيّة والحسبة، ولكل امرئ ما نوى، و (٢٥٢٩) في

<<  <  ج: ص:  >  >>