للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي أبوه اجتمع الجند على توليته مكانه، فولي وهو ابن عشرين سنة، وكانت ولايته في أيام المعتمد على الله، وفي سنة ست وسبعين تحرّك الأفشين محمد بن أبي الساج ديوداد بن ديودست [١] من إرمينية والجبال في جيش عظيم، وقصد مصر، فلقيه خمارويه في بعض أعمال دمشق، وانهزم الأفشين، واستأمن أكثر عسكره، وسار خمارويه حتّى بلغ الفرات، ودخل أصحابه الرّقة، ثم عاد وقد ملك من الفرات إلى بلاد النوبة.

فلما مات المعتمد وتولى المعتضد الخلافة، بادر إليه خمارويه بالهدايا والتّحف، فأقرّه [المعتضد] [٢] على عمله، وسأل خمارويه أن يزوّج ابنته قطر النّدى- واسمها أسماء- للمكتفي بالله بن المعتضد [بالله] [٣] ، وهو إذ ذاك وليّ العهد، فقال المعتضد [بالله] [٣] : بل أنا أتزوجها، فتزوجها في سنة إحدى وثمانين ومائتين، والله أعلم.

وكان صداقها ألف ألف درهم، وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل.

حكي أن المعتضد خلا بها يوما للأنس في مجلس أفرده لها ما أحضره سواها، فأخذت الكأس منه، فنام على فخذها، فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة، وخرجت فجلست في ساحة القصر، فاستيقظ فلم يجدها، فاستشاط غضبا ونادى بها، فأجابته عن قرب، فقال: ألم أخلك إكراما لك؟

ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر حظاياي؟ فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين؟! فقالت: يا أمير المؤمنين! لم أجهل [٤] قدر ما أنعمت عليّ به،


[١] في الأصل، والمطبوع: «ديوذار بن يوسف» ، وفي «وفيات الأعيان» : «ديوداذ بن دوست» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» (٩/ ٣٥٣) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (٧/ ١٦٨) .
[٢] زيادة من «وفيات الأعيان» .
[٣] زيادة من «وفيات الأعيان» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «ما جهلت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>