للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها إدريس بن عبد الكريم، أبو الحسن الحدّاد المقرئ المحدّث، يوم الأضحى ببغداد، وله نحو من تسعين سنة. روى عن عاصم بن علي وطبقته، وقرأ القرآن على خلف، وتصدّر للإقراء والعلم.

قال الدارقطني: هو فوق الثقة بدرجة.

وفيها محدّث واسط بحشل، وهو الحافظ أبو الحسن أسلم بن سهل الرزّاز، روى عن جدّه لأمّه وهب بن بقيّة وطبقته، وصنّف التصانيف، وهو ثقة ثبت.

وفيها قاضي القضاة، أبو حازم، عبد الحميد بن عبد العزيز الحنفي ببغداد، وكان من القضاة العادلة، له أخبار ومحاسن، ولما احتضر، كان يقول: يا رب من القضاء إلى القبر، ثم يبكي، روى عن بندار.

وفيها عيسى بن محمد بن عيسى الطّعمانيّ المروزيّ اللغويّ. ذكر عنه ابن السبكي في «طبقاته الكبرى» [١] قصة مطوّلة ملخصها، قال الحاكم:

سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت أبا العبّاس [٢] عيسى بن محمد بن عيسى الطّهمانيّ المروزيّ يقول: إني وردت في سنة ثمان وثلاثين ومائتين مدينة من مدائن خوارزم تدعى هزاراسب [٣] فخبّرت أن بها امرأة من نساء الشهداء، رأت رؤيا كأنها أطعمت شيئا في منامها، فهي لا تأكل شيئا، ولا تشرب من حين ذلك، ثم مررت بتلك المدينة سنة اثنتين وأربعين ومائتين، فرأيتها، وحدّثتني بحديثها، فلم أستقص عليها لحداثة سنّي، ثم إني عدت إلى خوارزم في آخر سنة اثنتين وخمسين ومائتين، فرأيتها باقية، ووجدت حديثها شائعا مستفيضا، وهذه المدينة على مدرجة


[١] (٧/ ٨- ١٥) بتحقيق الدكتورين عبد الفتاح محمد الحلو، ومحمود محمد الطناحي، وقد نقل المؤلف عنه باختصار وتصرف.
[٢] تحرّفت في المطبوع إلى «البعاس» .
[٣] في الأصل والمطبوع: «هزار نيف» وهو خطأ، والتصحيح من «آثار البلاد وأخبار العباد» للقزويني ص (٥٦٧) ، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٧/ ٩) . وقال صديقي الدكتور خالد قوطرش: الصواب «هزارهسب» ومعناها: بالفارسية مدينة الألف حصان.

<<  <  ج: ص:  >  >>